فرنسا

تحت وطأة الألعاب الأولمبية..إغلاق مركز الرعاية الصحية في باريس يثير القلق بين المهاجرين غير النظاميين

اخبار فرنسا-اتخذت منظمة أطباء العالم بسبب الألعاب الأولمبية في باريس، قرارًا صعبًا بنقل أحد مراكزها الطبية التي تقدم خدماتها للمهاجرين غير النظاميين. يقع هذا المركز في “سين سان دوني”، وهي منطقة قريبة من العديد من المواقع المرتبطة بالألعاب الأولمبية، مما دفع المنظمة إلى إغلاقه مؤقتًا ونقل خدماته إلى بلديتي “بانتين” و”بوبيني”. جاء هذا القرار لتجنب تعرض المهاجرين غير النظاميين لمخاطر التفتيش والمراقبة المكثفة من قبل الشرطة.

من المقرر أن يغلق المركز الصحي أبوابه هذا الصيف من 1 يوليو إلى 15 سبتمبر، لمنع مرضاه من التعرض لعمليات التفتيش المكثفة التي قد تقوم بها الشرطة بسبب قرب المركز من المواقع الأولمبية الرئيسية.

أكد ماتيو دريان، المسؤول عن المركز، أن هذا القرار كان صعبًا للغاية، لكنه ضروري لحماية المهاجرين غير النظاميين من خطر الاعتقال. كل عام، يستقبل هذا المركز حوالي 4000 شخص، معظمهم من المهاجرين غير النظاميين، الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السل والتهابات الجلد الحادة.

وقد لاحظ المتطوعون مؤخرًا زيادة في وجود الشرطة حول المركز، حيث سيتم نشر حوالي 45 ألف ضابط شرطة ودرك لحماية الحدث الرياضي، بالإضافة إلى 18 ألف جندي من الجيش. كما ستعزز عمليات فحص الأوراق وتذاكر المواصلات العامة، مما يزيد من مخاطر التفتيش على المهاجرين.

بالرغم من افتتاح مركزين مؤقتين في “بانتين” و”بوبيني”، إلا أن الجمعية تخشى أن العديد من المرضى لن يتمكنوا من الوصول إلى هذه المراكز البديلة بسبب بعد المسافة وصعوبة التنقل، خاصة وأن نصفهم لم يمض أكثر من ثلاثة أشهر في فرنسا.

أشار دريان  إلى أن المرضى الذين يعتمدون على المركز يواجهون تحديات يومية كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل السكن والطعام، مما يجعل التخطيط المسبق صعبًا. وأضاف أن الرعاية النفسية هي الخدمة الوحيدة التي يمكن تقديمها على المدى الطويل لهؤلاء المرضى.

أعربت أنيس، متطوعة في المركز، عن قلقها من أن المرضى قد يفقدون الأمل في تلقي الرعاية الصحية اللازمة بسبب الإغلاق المؤقت. الطبيبة إيزابيل بيبيان أكدت أن العديد من المرضى لم يروا طبيبًا من قبل في فرنسا، وأن الإغلاق يشكل نوعًا من التخلي عنهم.

التقى فريق وكالة الأنباء الفرنسية بمارينا، مهاجرة من ساحل العاج، تعاني من التهاب جلد حاد، وتعمل في التنظيف، وكان لديها موعد مع طبيب أمراض جلدية بعد عام. عبرت مارينا عن ألمها وقلقها بسبب طول فترة الانتظار.

يعاني أيوب، مهاجر آخر يبلغ من العمر 24 عامًا، يعاني من مرض التصلب المتعدد، جاء لتلقي العلاج وأُبلغ بأنه سيتعين عليه الذهاب إلى مركز آخر. أعرب أيوب عن أمله في أن يتركوه وشأنه، لكنه يشعر بعدم الأمان لأنه ليس في بلده.

تتوقع المنظمة غير الحكومية أن تتدهور صحة المرضى الذين لن يتمكنوا من استشارة أطبائهم هذا الصيف، مما سيؤدي إلى تفاقم حالاتهم عند عودتهم في سبتمبر.

.اقرأ أيضاً:

صيف باريس القادم.. تقرير يحذر من مخاطر الحرارة المرتفعة في أولمبياد 2024

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!