فرنسا

أطباء العالم في ميدان باريس..جهود لمواجهة تحديات المهاجرين في ظل الأولمبياد

اخبار فرنسا-بينما تتجه أنظار العالم إلى باريس لمتابعة الألعاب الأولمبية، تتجه أنظار أخرى نحو شوارع العاصمة حيث تنفذ منظمة “أطباء العالم” جولات ميدانية لتقديم الرعاية الصحية للمهاجرين المتروكين في العراء بعد سلسلة من عمليات التفكيك القسرية لمخيماتهم.

في شمال باريس، تحت خط المترو الثاني، تتناثر قطع الكرتون والفرش القليلة التي يستخدمها المهاجرون كملاذ مؤقت. ولكن، حتى هذه الملاذات البسيطة أصبحت نادرة مع بدء الأولمبياد. يقول ماتياس بينغهام، الطبيب الميداني في المنظمة: “نزور مواقع كانت تعج بالمهاجرين قبل أسابيع قليلة، والآن لا نجد فيها أحداً”.

في ظل الأولمبياد، تبنت “أطباء العالم” نهجاً جديداً للوصول إلى المهاجرين الأكثر عزلة، حيث باتوا يختبئون في أماكن نائية هرباً من الشرطة التي تكثف جهودها لإخلاء الشوارع. وأصبح فريق المنظمة، المكون من طبيب ومترجمين، يجوب شوارع باريس ليلاً بحثاً عن المرضى الذين يصعب العثور عليهم وسط التشديدات الأمنية.

أحد هؤلاء المرضى هو رحمة الله، شاب أفغاني يبلغ من العمر 25 عاماً، يعاني من آلام في قدمه ويعيش في حديقة التزلج. بعد فحصه، قدم له الطبيب مرهماً ووصفة طبية لإجراء أشعة. بالقرب منه، يقترب مصطفى، مهاجر جزائري غير شرعي، يحمل عكازاً وملفاً طبياً ثقيلاً. يعاني مصطفى من آلام مزمنة بعد تعرضه لهجوم في مايو الماضي، ويجد صعوبة بالغة في العثور على مأوى.

وفي مكان آخر، يظهر يونا، شاب إريتري وصل حديثاً إلى فرنسا، يعاني من تسوس الأسنان. يعبر عن استيائه من ظروفه المعيشية منذ بدء سياسة “صفر نقاط تثبيت” التي أجبرته على النوم في الشوارع بلا خيمة أو فراش. يقول يونا: “الشرطة تطردنا كل صباح، ولكن ليس لدينا مكان نذهب إليه، فنعود إلى نفس المكان مع حلول الليل”.

في مشهد آخر، يصل كامران، شاب أفغاني يبلغ من العمر 21 عاماً، إلى باريس بعد رحلة طويلة. يعاني من “القدم الرياضي” نتيجة السير لمسافات طويلة في الطقس الحار. يوجهه الفريق الطبي إلى جمعية توفر له الطعام والمساعدة في تقديم طلب اللجوء.

وتُظهر هذه الجولات الميدانية مدى أهمية توجيه المهاجرين إلى المؤسسات المناسبة، إذ تساعدهم على الحصول على الرعاية والمأوى الضروريين، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار النقل خلال الأولمبياد، ما يجعل الوصول إلى الخدمات الأساسية تحدياً كبيراً.

ويعبر ماتياس بينغهام عن ارتياحه لتمكن الفريق من علاج حوالي 15 شخصاً في إحدى الليالي، ولكن يظل القلق حاضراً بشأن “الأشخاص المنسيين” خلال هذه الاحتفالات. فقد تم تفكيك 42 مخيماً للمهاجرين في باريس في غضون ثلاثة أشهر فقط، مما أدى إلى طرد الآلاف من مساكنهم المؤقتة.

بينما تتزايد المخاوف من أن تكون هذه الإجراءات جزءاً من “تطهير اجتماعي” تزامناً مع الأولمبياد، تواصل الجمعيات التحذير من عواقب هذه السياسات على المهاجرين، معبرة عن ذلك بحملات ملصقات تنتقد “الرد الأمني” المتشدد ضد من يعيشون في الشوارع.

في الوقت الذي تستضيف فيه باريس الألعاب الأولمبية، لا يزال هناك من يعملون بصمت في الظل، يسعون لتقديم الرعاية والرحمة لمن هم في أمس الحاجة إليها، في شوارع مدينة النور.

.اقرأ أيضاً:

قواعد السلامة للمسابح المنزلية في فرنسا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!