اخبار فرنسا-لم يكن أحد يتوقع أن تتسبب محاكاة ساخرة لمشهد “العشاء الأخير” الشهير، إحدى روائع الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، في إثارة غضب عارم في أنحاء العالم. فهذه اللوحة التي تجسد لحظة درامية من العشاء الأخير للسيد المسيح (عليه السلام) مع تلاميذه، حيث يكشف لهم عن خيانة أحدهم، تعد مقدسة لدى المسيحيين.
لكن في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، جاءت اللحظة التي أثارت استياء واسعًا. ظهر في العرض رجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مساحيق تجميل، في محاكاة ساخرة للوحة “العشاء الأخير”. هذا المشهد الذي يُعتقد أنه يصور النبي عيسى (عليه السلام) مع حوارييه أثار غضب المسيحيين في كل مكان.
بمجرد بث هذا العرض على القنوات، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالنقاشات الحادة. تساءل أحد المغردين: “ما علاقة هذا العرض بالألعاب الأولمبية؟ وما هي الرسالة التي يراد توصيلها؟”. الصحفي والسياسي الفرنسي جون لوك ميلانشون أعرب عن استيائه قائلاً: “لم يعجبني الاستهزاء بقضية العشاء الأخير، وهي مسألة أساسية في العبادة المسيحية. حتى إذا كنا ضد الكنيسة، يجب أن نراعي مشاعر المؤمنين عندما نتحدث إلى العالم”.
النائبة الأوروبية ماريون مارشال كانت من بين المنتقدين، حيث كتبت على منصة إكس: “إلى جميع المسيحيين في العالم الذين شعروا بالإهانة، اعلموا أن فرنسا ليست هي المتحدثة هنا، بل أقلية يسارية تستفزكم”. وأضاف أحد المواطنين الفرنسيين: “حفل افتتاح الألعاب الأولمبية كان مهينًا، نحن نكتب انتحار بلدنا أمام العالم”.
لم يقتصر الغضب على فرنسا فقط، بل امتد إلى الولايات المتحدة، حيث كتب مايك جونسون، الرئيس الـ56 لمجلس النواب الأميركي: “الاستهزاء بالعشاء الأخير كان مهينًا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم. الحرب على قيمنا لا تعرف حدودًا. لكننا نؤمن بأن الحق سوف ينتصر”. حتى إيلون ماسك، رجل الأعمال الأميركي، وصف المشهد بأنه “غير محترم”.
نتيجة لهذه الانتقادات الواسعة، قررت شركة الاتصالات الأميركية “سي إسباير” سحب إعلاناتها من الأولمبياد، معبرة عن صدمتها من السخرية التي طالت العشاء الأخير. بالمقابل، حاول حساب أولمبياد باريس على منصة إكس تبرير العرض بأنه كان تفسيرًا للإله اليوناني ديونيسوس، ليظهر عبثية العنف بين البشر.
وسط هذا الجدل العارم، يبقى السؤال: هل تجاوز الفن في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية حدوده، أم أن الحدود هي التي يجب أن تعيد تعريف الفن؟
.اقرأ أيضاً:
فرنسا تشدد إجراءاتها الأمنية لوقف تدفق المهاجرين إلى بريطانيا