اخبار فرنسا-قبل سبعة أيام فقط على انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس، قامت السلطات الفرنسية بإجلاء المهاجرين الذين كانوا يقيمون في مخيمات غير رسمية على ضفاف نهر السين في العاصمة. وقد شملت العملية نقل حوالي 500 شخص بين الثلاثاء والخميس الماضيين. ورغم ترحيب الجمعيات المحلية بهذه الخطوة التي سمحت للمهاجرين بإيجاد مأوى، إلا أنها نبهت إلى ما وصفته بـ”التطهير الاجتماعي” قبل بدء دورة الألعاب الأولمبية.
إخلاء المخيمات وتوفير المأوى
في صباح يوم الخميس، تدخلت الشرطة الفرنسية لإجلاء حوالي 100 شاب، معظمهم من القاصرين الذين ينتظرون إجراءات الاعتراف بكونهم تحت سن الـ18. كان هؤلاء الشبان يقيمون تحت جسر “ماري” في وسط باريس. وافق 40 منهم على الانتقال إلى مركز استقبال وفحص الوضع (CAES) في مدينة مولان، التي تبعد 65 كيلومترا عن باريس. أما الباقون، الذين يبلغ عددهم 60 شخصًا، فقد رفضوا ذلك نظرًا لبعد المركز عن باريس، حيث لديهم مواعيد إدارية أو يتلقون دروسًا في اللغة الفرنسية.
عمليات إخلاء واسعة النطاق
يومي الثلاثاء والأربعاء 17 يوليو، أجلت السلطات 401 مهاجرًا، حيث فككت الشرطة مخيمين يضمان 150 و80 مهاجرًا على التوالي شمال باريس. تم نقل 209 من هؤلاء الأشخاص إلى مراكز في المنطقة. وفي عملية أخرى يوم الثلاثاء، أجلت السلطات سكان مخيم آخر قرب قناة أورك، حيث كان يقيم بين 200 و250 شخصًا. تكفلت خدمات الدولة بـ192 شخصًا منهم، بما في ذلك 173 في إيل دو فرانس، وقاصر واحد في باريس.
حلول مؤقتة أم دائمة؟
رغم ترحيب الجمعيات بقرار نقل المهاجرين إلى مراكز الاستقبال، إلا أن هناك تساؤلات حول توفر هذه الحلول بشكل مفاجئ. قال بول ألوزي، منسق منظمة أطباء العالم، إن “الشروط الصارمة كانت تتطلب استيفاء الشخص لنقله إلى مركز، أما الآن فالجميع تمكنوا من ذلك، وكأنهم يقدمون حلولاً مؤقتة للتأكد من إخلاء الشوارع قبل الألعاب الأولمبية”. وأضاف أنطوان دو كليرك، عضو مجموعة “Revers de la médaille”، أن عمليات الإيواء الحالية تعطي انطباعًا بأن السلطات قد أبقت مراكز الاستقبال في باريس وضواحيها تحت السيطرة لإفراغ الأرصفة في الوقت المناسب.
النقل إلى مراكز إقليمية مؤقتة
أثناء عمليات الإجلاء، عرضت المحافظة على المهاجرين فرصة النقل إلى مركز خدمات الطوارئ الخاصة (SAS) في بيزانسون، شرق فرنسا. ورغم ذلك، وافق ثلاثة فقط من إجمالي 401 شخصًا على هذا العرض. أنشئت هذه المراكز المؤقتة بهدف توزيع الوافدين الجدد على مختلف المدن الفرنسية، لكن مدة الإقامة فيها لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، وبعدها يجد العديد من المهاجرين أنفسهم مرة أخرى في الشوارع.
الشاب السوداني ناصر، الذي وافق على نقله إلى بوردو قبل عام، قال: “نمت في مسكن لمدة خمسة أيام ثم وجدت نفسي في الشارع، فعدت إلى باريس لأنني أعرف أشخاصًا هناك”. وأوضح حاسم، شاب سوداني آخر، “لم أستقل الحافلة لأنه خلال 15 يوما سنعود إلى الشارع. نحتاج إلى سكن مستقر للسير في إجراءاتنا الإدارية أو تلقي دروس اللغة الفرنسية”.
انتقادات من الجمعيات
قالت الجمعيات إن “التطهير الاجتماعي” قبل الألعاب الأولمبية يترك العديد من المهاجرين في حالة عدم استقرار. وأضافوا أنه إذا كانت هناك نية حقيقية لتوفير مأوى لهؤلاء الناس، لكان بالإمكان تنفيذ ذلك منذ فترة طويلة. وأكدت محافظة إيل دو فرانس أن إخلاء المخيمات يأتي في إطار دعم الأشخاص الأكثر ضعفًا، مشيرة إلى أنه تم إيواء 2500 شخص من مخيمات باريس في عام 2024.
بختام هذا التحرك، يتبقى أن نرى ما إذا كانت الحلول المقدمة ستكون دائمة ومستدامة، أم أنها مجرد تدابير مؤقتة تهدف إلى إخلاء الشوارع قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية.
.اقرأ أيضاً:
أفضل خمسة أماكن رائعة للسباحة في الهواء الطلق قرب باريس