اخبار فرنسا- تعتزم فرنسا تمرير مشروع قانون جديد يثير جدلاً حول قضايا الهجرة. وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، إن هذا القانون “يهدف إلى تحقيق صرامة أكبر في قضايا الهجرة”. يركز القانون بشكل خاص على تشديد الإجراءات تجاه الأجانب الذين يرتكبون جرائم، مع إجراءات لطردهم من البلاد. وقال دارمانين إن القانون يعترف بوجود أشخاص دخلوا فرنسا بدون تصريح ويرغبون في تنظيم أوضاعهم.
تعزز الإجراءات قوانين ترحيل الأجانب الذين يشكلون “تهديداً خطيراً للنظام العام”. وبالإضافة إلى ذلك، يتضمن القانون بنوداً تمنح وضعاً قانونياً تحت ظروف معينة للأشخاص غير الموثقين الذين يعملون في قطاعات معينة تعاني من نقص في القوى العاملة.
من المتوقع أن تواجه الحكومة الفرنسية تحديات كبيرة في تمرير هذا القانون، حيث تم تأجيله عدة مرات هذا العام بسبب نقص الدعم من الأغلبية البرلمانية. وتسيطر الأغلبية في مجلس الشيوخ على الحكم وتعارض منح وضع قانوني للعمال الذين دخلوا فرنسا بشكل غير قانوني، معتبرة أن ذلك سيشجع على المزيد من الهجرة.
في الوقت نفسه، تعتبر الحكومة أن هذا القانون يقدم الفرصة لتنظيم أوضاع الأشخاص الذين دخلوا بشكل غير قانوني ويتطلب العثور على تسوية سياسية لهذه القضايا الحساسة.
من المتوقع أن تشهد المناقشات حول هذا القانون جدلاً شديداً في مجلس الجمعية الوطنية، حيث لا تمتلك حكومة ماكرون الوسطية أغلبية، وبالتالي ستحتاج إلى دعم نواب المحافظين لتمرير القانون.
من ناحية أخرى، نظم العديد من النواب اليساريين ونشطاء حقوق الإنسان مظاهرة أمام مجلس الشيوخ احتجاجاً على القانون المثير للجدل. وأشار النشطاء إلى أن المهاجرين يسهمون بشكل كبير في الاقتصاد الفرنسي على الرغم من عدم حصول البعض منهم على وضع قانوني.
وأكدوا أن المهاجرين كانوا يعملون بجد حتى أثناء تفشي جائحة COVID-19، وهم الذين لم يكن لديهم بدائل أخرى.
عدة منظمات غير حكومية انتقدت القانون الشامل بشكل عام واعتبرته تهديداً لحقوق المهاجرين. وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن السلطات الفرنسية تحاول مجدداً تقديم مجموعة من التدابير الهجرة المعيبة، واعتبرتها غير كافية لمعالجة مخاوف الأمان في البلاد.
بينما اعتبرت رابطة حقوق الإنسان القانون المقترح من قبل الحكومة أنه يستند إلى “آراء قمعية” ويعامل المهاجرين على أنهم مجرد قوى عاملة محتملة. وأكدت منظمة العفو الدولية أن القانون لا يحمي بشكل كافي حقوق الأشخاص الذين يعيشون في منفى وقد يتدهور حالهم.