اخبار فرنسا-في خطوة غير متوقعة، حقق تحالف اليسار الفرنسي انتصارًا كبيرًا في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، ليصبح القوة السياسية الرائدة في البلاد دون أن يحصل على الأغلبية. هذا الفوز لم يكن متوقعًا، خاصة مع التوقعات التي كانت تشير إلى تقدم اليمين المتطرف. أسعد هذا الانتصار المهاجرين العرب وأغضب اليمين المتطرف الذي تراجع إلى المركز الثالث.
مقاومة اليمين المتطرف
تحالف اليسار، تحت راية “الجبهة الشعبية الجديدة”، لم يكتف بمقاومة اليمين المتطرف بل نجح في تصدر المشهد السياسي. التحالف، الذي يضم اليسار المتطرف، الاشتراكيين، والخضر، حقق بين 172 و215 مقعدًا من أصل 577، وفقًا لتقديرات استطلاعات الرأي.
تأثير الفوز على المهاجرين
هذا الفوز لم يكن مفاجئًا فقط للمحللين ولكن أيضًا للعديد من المهاجرين العرب الذين شعروا بالطمأنينة من توجه السياسات الجديدة نحو دعمهم. في المقابل، دفع هذا الفوز الكثير من المهاجرين الحاصلين على الجنسية الفرنسية إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات لمنع تقدم اليمين المتطرف المعروف بمواقفه المتشددة ضد المهاجرين.
التحديات والتوقعات
تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون جاء في المركز الثاني بحصوله على 150 إلى 180 مقعدًا، بينما حصل حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان على ما بين 115 إلى 155 مقعدًا. على الرغم من عدم فوز أي حزب بالأغلبية المطلقة، فإن هذه النتائج تعكس رغبة الفرنسيين في الابتعاد عن السياسات المتطرفة وتأكيدهم على قيم الجمهورية.
برنامج اليسار الداعم للمهاجرين
تحالف اليسار التزم ببرنامجه الانتخابي الذي يدعم المهاجرين، ويشمل إلغاء قانون “اللجوء والهجرة” وتسهيل الحصول على التأشيرات، تنظيم العمال والطلاب، وإنشاء تصريح إقامة لمدة عشر سنوات. كما يهدف البرنامج إلى مراجعة ميثاق اللجوء والهجرة الأوروبي لضمان “استقبال كريم للمهاجرين”، وضمان الحقوق الكاملة للأطفال المولودين في فرنسا.
تصريحات المحللين
رامي الخليفة، المحلل السياسي، وصف هذا الفوز بأنه “مفاجأة كبيرة” خاصة في ظل تقدم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية والجولة الأولى من الانتخابات التشريعية. من جانبه، نيكولا تنزر أكد أن تفوق اليسار منح إحساسًا بالراحة لأن “قيم الجمهورية الفرنسية هي من فازت”.
هذا الانتصار يعد انتصارًا لقيم الديمقراطية والتعددية، ويعكس توجهًا جديدًا في السياسة الفرنسية نحو مزيد من inclusivity والانفتاح. الفرنسيون أكدوا من خلال مشاركتهم الكبيرة في الانتخابات أنهم لا يريدون السياسات المتطرفة، وفضلوا التوجه نحو سياسات أكثر عدالة وشمولية.
.اقرأ أيضاً:
ليلة الحسم في فرنسا.. توقعات موعد صدور نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية