اخبار فرنسا-حدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معاييره لتعيين رئيس الوزراء المقبل، في رسالة نشرت بعد ظهر أمس. وأوضح الرئيس أنه لا يوجد “موعد نهائي” لاختيار رئيس الوزراء، مما يشير إلى أن القرار قد يستغرق وقتًا.
وأشار ماكرون إلى أنه ليس من المؤكد من أي فصيل سياسي سيكون المرشح لرئاسة الوزراء، مانحاً الأحزاب الوقت لبناء تحالفات قادرة على حشد أكبر عدد من النواب لدعم حكومة واحدة. تأتي هذه الخطوة بعد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدت فوز التحالف اليساري الجبهة الشعبية الجديدة (NFP) بأكبر عدد من المقاعد، دون تحقيق الأغلبية المطلقة.
وأكد الرئيس أن النتائج تتطلب من القوى السياسية المتعاطفة مع المؤسسات الجمهورية وسيادة القانون والتوجه الأوروبي إجراء مناقشات لإيجاد أرضية مشتركة والعمل معًا في ائتلاف. ودعا إلى تشكيل حكومة تعكس ما اختاره الشعب الفرنسي في صناديق الاقتراع، مما يعزز من مبدأ الجبهة الجمهورية.
وأشار ماكرون إلى أن أي تحالف سياسي لم يفز بالأغلبية، لكن القوى الجمهورية حققت الأغلبية المطلقة ضد الجماعات المتطرفة، مؤكداً أن هذا يعكس حيوية الجمهورية الفرنسية. ودعا جميع الأحزاب الجمهورية إلى التعاون لتشكيل حكومة مستقرة وقادرة على مواجهة التحديات.
في المقابل، انتقدت القوى اليسارية رسالة ماكرون، مشيرة إلى أنها تتجاهل فوز الجبهة الشعبية الجديدة بأكبر عدد من المقاعد. واعتبر زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل أن الرئيس “في حالة إنكار”، بينما قالت زعيمة حزب الخضر، مارين تونديلييه، إن “ماكرون وحده هو الذي قرر هذا الحل، وعليه أن يتحمل عواقب هذه النتيجة”.
من جانبه، سخر اليمين المتطرف من رسالة الرئيس، واتهمته مارين لوبان من حزب التجمع الوطني بعدم النزاهة، مشيرة إلى أن التصويت التكتيكي أدى إلى فوز الحزب الوطني الجديد بأكبر عدد من المقاعد. وانتقد جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، الرئيس لتنظيمه “شل البلاد” عبر وضع أقصى اليسار على أبواب السلطة.
تبقى الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات، في ظل تعقيدات المشهد السياسي الفرنسي الحالي، والتحديات الكبيرة التي تواجه أي حكومة جديدة في البلاد.
.اقرأ أيضاً:
هل الجالية الجزائرية في فرنسا مشمولة بقانون الهجرة الجديد في فرنسا!
