اخبار فرنسا-مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو/حزيران المقبل، دعا شمس الدين حفيظ، عميد مسجد باريس الكبير، مسلمي فرنسا إلى المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات. وعبّر حفيظ عن مخاوفه العميقة من تنامي نفوذ اليمين المتطرف، مشيراً إلى ما وصفه بـ”روح الانطواء على الذات” التي تميز هذا التيار.
وأعلن حفيظ قائلاً: “كفرنسيين ومسلمين، من واجبنا المشاركة بنشاط في الانتخابات الأوروبية والوطنية لتعزيز ديمقراطيتنا ودعم قيم العدالة والمساواة والتضامن”. وأكد أن صعود اليمين المتطرف يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المسلمين في فرنسا، تتراوح بين تصاعد أعمال الإسلاموفوبيا والتمييز، وصولاً إلى سن قوانين تقييدية تستهدف الممارسات الدينية والثقافية.
وأشار حفيظ إلى أن المشاركة الانتخابية للمسلمين تمثل “ردًا قويًا على التعصب والوصم”، مضيفًا: “من خلال التصويت، يمكننا دعم السياسات والمرشحين الذين يدافعون عن الصالح العام ويحاربون الظلم والفساد بما يتوافق مع مبادئنا”.
وانتقد حفيظ بعض الحركات التي تدعي انتماءها للإسلام وتروج لعدم جواز تصويت المسلم لغير المسلم، مشيراً إلى أن هذه الأفكار تعكس “روح الانغلاق والطائفية الضيقة”.
كما انتقد بشدة “الدعاة الزائفين” الذين يستغلون ضعف الشباب لنشر أفكارهم التفريقية، مدعين أن المشاركة السياسية تتعارض مع العقيدة الإسلامية.
في بداية الشهر الجاري، كان حفيظ قد دعا مسلمي فرنسا إلى المشاركة في الانتخابات من خلال منشور طويل بعنوان “فرنسا.. أحبها ولن أتركها”، مستلهماً عنوانه من كتاب يروي تجارب المسلمين الفرنسيين الذين دفعهم التمييز إلى مغادرة البلاد. وقال حفيظ في هذا السياق: “بدعم المرشحين والسياسات التي تعزز الشمول والتنوع، نبعث برسالة قوية إلى المجتمع تؤكد التزامنا بالقيم الديمقراطية ورغبتنا في بناء فرنسا أكثر عدلاً واتحادًا”. وأضاف: “علينا العمل معًا للتصدي للتحديات التي تواجه المجتمع الفرنسي، وحمل شعلة هويتنا الوطنية بفخر، مدفوعين بقناعة بصياغة مستقبل مزدهر للجميع، دون تمييز”.
وفي سياق متصل، استقبل حفيظ الناشطة الفرنسية-الفلسطينية ريما حسن، المرشحة للانتخابات الأوروبية عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري، والتي تتعرض لهجوم من اللوبي الداعم لإسرائيل بسبب موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية. وعبّر مسجد باريس الكبير عبر تغريدة على “أكس” عن سعادته بترحيب حسن، مشيداً بنضالها من أجل المستضعفين، واصفاً إياها بأنها نموذج يُحتذى به.
وفي مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، وجه حفيظ نداءً خاصاً للجالية الجزائرية في فرنسا، داعياً إياهم للتسجيل في القوائم الانتخابية والمشاركة في الانتخابات الأوروبية والجزائرية القادمة. وقال: “نحن نحب كلا البلدين كما نحب الأب والأم، وأشعر بمودة خاصة تجاه والدتي”.
مع بقاء 17 يوماً فقط على الانتخابات الأوروبية، يستمر جوردان بارديلا، مرشح حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، في تصدر نوايا التصويت بفارق كبير، وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي التي منحته نسبة 32% من الأصوات، متقدماً على مرشحة المعسكر الرئاسي الحاكم فاليري هاير ومرشح الحزب الاشتراكي رافائيل غلوكسمان.
.اقرأ أيضاً:
التغييرات الأخيرة والقادمة في فرنسا – مايو 2024: قوانين جديدة، ابتكارات وتحسينات مجتمعية
