اخبار فرنسا- من حظر مشاهدة التلفاز للأطفال الصغار إلى منع الوصول إلى إنستغرام لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً، قدمت لجنة من الخبراء الفرنسيين تقريرها عن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال بسبب قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات، مع توصيات لقوانين جديدة حول هذا الموضوع.
لقد دقوا الخبراء في جميع أنحاء العالم ناقوس الخطر بشأن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، بدءاً من طبيعته الإدمانية وحتى تأثيراته على الصحة العقلية بالإضافة إلى مشكلات النوم والتركيز.
في فرنسا، يقضي الأطفال دون سن السادسة في المتوسط أكثر من 850 ساعة سنوياً أمام الشاشات (أي أجهزة التلفزيون والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ووحدات التحكم في الألعاب) وفقاً لدراسة أجرتها شركة Ipsos عام 2022.
وفي الوقت نفسه، كشف استطلاع أجرته سلطات الصحة العامة الفرنسية Santé Publique France في أبريل الماضي، أن الأطفال بعمر عامين في فرنسا يقضون حوالي ساعة يوميا أمام الشاشة.
وأعلن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في يناير أنه سيشكل فريق عمل لإجراء مزيد من التحقيق من خلال تكليف 10 خبراء في مجالات الإدمان والتعليم وعلم الأعصاب والقانون وعلم النفس وعلم الأوبئة والتكنولوجيا الرقمية للتوصل إلى تقرير وتقييم الآليات الحالية والتوصية بمزيد من التوصيات.
وسيقدم الخبراء نتائجهم إلى الرئيس يوم الثلاثاء، مما قد يمهد الطريق لتشريع من شأنه تقييد وصول الشباب إلى التكنولوجيا والإنترنت.
ماذا يقول التقرير؟
وبحسب ما ورد تم تسريبه إلى العديد من الصحف المحلية في فرنسا يوم الاثنين، فقد وجد الخبراء “إجماعًا واضحًا للغاية على الآثار السلبية – المباشرة وغير المباشرة – للشاشات”، وفقًا لصحيفة La Voix du Nord.
وقالوا إن الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات له “عواقب على صحة الأطفال ونموهم ومستقبلهم، وكذلك مستقبل مجتمعنا وحضارتنا”.
وركز الخبراء على الطرق التي يمكن أن تكون بها وسائل التواصل الاجتماعي “عامل خطر” للاكتئاب والقلق، خاصة إذا كانت هناك نقطة ضعف موجودة مسبقاً، وأشاروا إلى المستوى “المثير للقلق” لتعرض الأطفال للمحتوى الإباحي والعنيف.
ورغم أنهم حددوا أن الشاشات لا تسبب اضطرابات في النمو العصبي، إلا أنهم دعوا إلى اليقظة.
الوصول إلى الشاشات – نصحوا بعدم استخدام الشاشات على الإطلاق – بما في ذلك التلفزيون – للأطفال دون سن الثالثة، ثم نصحوا بالوصول “المحدود للغاية” بين سن ثلاث إلى ست سنوات، والذي قد يتضمن محتوى تعليمياً وإشراف ومشاركة شخص بالغ.
الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي – أوصت اللجنة بالسماح فقط للهواتف المحمولة من سن 11 عاماً – وحتى الهواتف التي لا تتمتع بإمكانية الوصول إلى الإنترنت. واقترحوا أن يتم منح الهواتف الذكية فقط من سن 13 عاماً فما فوق، دون الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ثم، في سن 15 عاماً، قالوا إنه يمكن السماح بالاستهلاك “الأخلاقي” لوسائل التواصل الاجتماعي أي Mastadon أو Bluesky وأوصوا بتجنب تطبيقات مثل Instagram وTikTok قبل سن 18 عاماً.
المدارس ودور الحضانة – أوصى الخبراء بأن تقوم المدارس الثانوية بإنشاء مناطق “خالية من الهواتف المحمولة”، أو حتى تجربة مدارس “خالية من الهواتف الذكية” من أجل تقييم التأثير على الحياة المدرسية والتنمر.
كما أوصوا بمنع استخدام أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون في دور الحضانة.
ممارسات “مفترسة” من قبل شركات التكنولوجيا – لفت الخبراء الانتباه أيضاً إلى الطريقة التي تحاول بها صناعات التكنولوجيا جذب انتباه الأطفال، وأوصوا ببذل جهود “لمكافحة الممارسات المفترسة مثل التمرير اللانهائي أو التشغيل التلقائي للفيديو”.
قالوا إن خوارزميات الشركات تولد سلوكاً إدمانياً بين القاصرين.
النطاق الأوروبي – قال الخبراء أيضاً إن هذه التوصيات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار على المستوى الأوروبي، وهو ما ردده الرئيس ماكرون سابقاً، بما في ذلك خلال خطابه الأسبوع الماضي في جامعة السوربون حيث جادل لصالح تحديد حد أدنى لسن استخدام الإنترنت وهو 15 عاماً “الأغلبية الرقمية”.
ما الذي يمكن أن يتضمنه التشريع؟
قد تغطي أو لا تغطي التشريعات المواضيع المذكورة أعلاه، لكن مفهوم تنظيم وقت الأطفال أمام الشاشات كان بالفعل في أذهان المشرعين الفرنسيين.
كما قدم حزب الجمهوريين اليميني مشروع قانون في بداية أبريل يدعو إلى حظر استخدام الشاشات في دور الحضانة للأطفال دون سن الثالثة.
وبصرف النظر عن التشريعات المقترحة، اتخذ المشرعون والسلطات الصحية بالفعل بعض الخطوات لتنظيم الوصول إلى الشاشة واستخدام الإنترنت.
توصيات من السلطات الصحية – سبق أن أصدرت سلطات الصحة العامة الفرنسية بعض التوصيات بشأن وقت الشاشة (PDF)
يوصي دليل الوالدين بما يلي: عدم وجود تلفزيون قبل سن الثالثة، وعدم وجود ألعاب فيديو قبل سن السادسة، وعدم استخدام الإنترنت قبل سن التاسعة، وعدم استخدام الإنترنت بمفرده (بدون مراقبة) قبل سن 12 عاماً.