فرنسا

كيف تخطط باريس لإقامة الألعاب الأكثر خضرة في التاريخ الأولمبي؟

اخبار فرنسا- قدم فريق باريس المرشح لتنظيم الألعاب الأولمبية قبل سبع سنوات اقتراحه، حيث طرح خطة قوية وصديقة للبيئة لخفض انبعاثات الكربون بما يزيد على النصف مقارنة بالألعاب التي أقيمت في لندن وريو.

وقال الأولمبي الفرنسي “توني إستانغيت”، الذي يرأس الآن أولمبياد باريس 2024، إن العاصمة الفرنسية سترفع الاستدامة إلى قمة قائمة أولوياتها.

وقال بطل التجديف الأولمبي ثلاث مرات إن ألعاب باريس ستنتج ما يقدر بنحو 1.56 مليون طن من انبعاثات الكربون، بانخفاض 55 % عن حوالي 3.42 مليون طن التي أحدثتها ريو 2016 ولندن 2012.

أثار الكربون

وخلافاً للألعاب الأولمبية السابقة، حيث حسبت البصمة الكربونية بمجرد إنجاز المهمة، فقد اتخذت باريس خطوة إضافة الانبعاثات الناجمة عن القرارات السياسية حتى قبل تنفيذها.

قسمت ميزانية الكربون لدورة الألعاب هذا العام إلى ثلاث فئات متميزة: السفر بنسبة 34 % والبناء بنسبة 33 %، والعمليات مثل تقديم الطعام والإقامة والخدمات اللوجستية بنسبة 33 %.

أدت قدرة باريس على استخدام البنية التحتية الحالية لتنظيم الأحداث إلى انخفاض الانبعاثات.

كما أن استخدام وسائل النقل العامة أو المشتركة سيكون بنسبة 100% من المتفرجين، في حين سيجري إيواء 85% من الرياضيين ضمن دائرة نصف قطرها 30 دقيقة من أماكن منافساتهم.

الكهرباء والنفايات

شرعت اللجنة الأولمبية في باريس 2024 (COJO) أيضاً في مشروع ضخم للطاقة، حيث من المقرر ربط جميع المواقع الأولمبية بشبكة الكهرباء الوطنية، وبالتالي التخلص من توليد الديزل.

في الوقت الحالي، تشغيل الإضاءة في ملعب فرنسا الشهير يكون بواسطة مولدات تعمل بالنفط. بالنسبة للألعاب الأولمبية، لن تستخدم هذه المولدات إلا كملاذ أخير، وسيتم تشغيلها بالوقود الحيوي بدلاً من ذلك.

وتقدر “COJO” أن هذا الإجراء سيوفر ما يصل إلى 13000 طن من الانبعاثات.

يعد التلوث أيضاً محور التركيز الرئيسي للمنظمين، حيث تقوم “COJO” بتطبيق الاقتصاد الدائري حيثما أمكنها ذلك.

تقول مديرة التميز البيئي لباريس 2024 “جورجينا جرينون”، “سيجري استعادة 42 ألف كرسي و10 آلاف طاولة مكتبية و6 آلاف رف و800 محطة عمل استخدمت للألعاب بعد الحدث”.

“سيتم إعادة بيع ثلاثة أرباعها مستعملة أو التبرع بها، في حين سيتم إعادة تدوير الأجزاء الأخرى أو إعادة استخدامها لتصنيع منتجات أخرى”.

أما بالنسبة للوجبات الـ 13 مليون التي سيتم تقديمها، تخطط “COJO” لتقديم أطباق تحتوي على 25 % من المنتجات التي يمكن الحصول عليها من مسافة 250 كيلومتراً من الأماكن الأولمبية، ومضاعفة عدد الخيارات النباتية المتاحة خلال الألعاب السابقة.

وعلى الرغم من أن تقديم الطعام يمثل 1% فقط من ميزانية الكربون للألعاب، إلا أنها خطوة رمزية.

كما ستحظر باريس أيضاً المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد خلال الألعاب كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة أزمة التلوث البلاستيكي العالمية.

لن يُسمح للزوار الذين يحملون زجاجات بلاستيكية بدخول مواقع المنافسة الأولمبية المؤقتة.

معضلة تكييف الهواء

وفي الوقت نفسه، تعمل القرية الأولمبية تحت الأرض لإيجاد طريقة للحفاظ على برودة الرياضيين في ألعاب 2024 بدون مكيفات الهواء.

وسيستخدم المنظمون نظام تبريد المياه تحت قرية الرياضيين، وهو يشبه إلى حد كبير النظام الذي ساعد متحف اللوفر على التغلب على الحرارة الشديدة التي حطمت الأرقام القياسية العام الماضي.

وتستخدم هذه التقنية مصادر طبيعية للحفاظ على برودة الجميع، حتى أثناء موجة الحر المحتملة.

وعلى مدى الشهرين بين يوليو وسبتمبر من هذا العام، ستستضيف قرية الرياضيين شمال باريس 15600 رياضي ومسؤول رياضي خلال الألعاب الأولمبية و9000 رياضي وفرقهم الداعمة خلال الألعاب البارالمبية.

وبعد الألعاب، سوف يصبح الموقع الذي تبلغ مساحته خمسين هكتاراً بجوار نهر السين حياً سكنياً وتجارياً خالياً من الكربون وصديقاً للبيئة ويستوعب ستة آلاف ساكن جديد، ومن المقرر أن ينتقل أول السكان إليه في عام 2025.

السباحة في نهر السين

ثم هناك التحدي المتمثل في جعل نهر السين قابلاً للسباحة لأول مرة منذ 100 عام، في الوقت المناسب لسباق الماراثون الأولمبي للسباحة والسباق الثلاثي.

وعلى الرغم من بعض الانتكاسات التي شهدتها التجارب التجريبية على النهر في الصيف الماضي، فإن مستويات تركيز نوعين من البكتيريا، الإشريكية القولونية والمكورات المعوية.

وكلاهما مؤشران على وجود مادة برازية في الماء، حيث كانت منخفضة بما يكفي للاستحمام بأمان في النهر، والتحدي هو الحفاظ على تلك المستويات.

ويأتي الخطر الرئيسي من العواصف، عندما تصب مياه الأمطار في نظام الصرف الصحي الباريسي الذي يفيض إلى النهر.

ولتجنب حدوث ذلك في الصيف المقبل، تقوم المدينة ببناء حوض ضخم تحت الأرض في جنوب باريس، بسعة 50 ألف متر مكعب – أي ما يعادل حوالي 20 حمام سباحة أولمبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!