اخبار فرنسا-في أعقاب الانتخابات التشريعية الفرنسية، ينصب التركيز حالياً على شخصية رئيس الحكومة الجديدة التي ستقود البلاد بناءً على تركيبة البرلمان الحالية. الانتخابات أفرزت ثلاث كتل نيابية متقاربة في الحجم، ولا تتمتع أي منها بأغلبية مطلقة، مما يثير تساؤلات حول كيفية اختيار رئيس الحكومة.
النظام الانتخابي والتحديات
يعتمد النظام الانتخابي التشريعي في الجمهورية الخامسة على دورتين، بهدف الحصول على أغلبية واضحة في البرلمان وتجنب الانقسامات الحادة. ولكن النتائج الحالية أفرزت برلماناً منقسماً بشكل غير مسبوق، مما يعقد عملية اختيار رئيس الحكومة.
منذ تأسيس الجمهورية الخامسة، شهدت فرنسا حالات قليلة من الأغلبية النسبية في البرلمان، أبرزها مع ميشيل روكار عام 1988، غابريال أتال عام 2022، والبرلمان الحالي الذي لم تُشكل الحكومة بناءً على تركيبته بعد.
من يختار رئيس الحكومة؟
اختيار رئيس الحكومة هو من اختصاص رئيس الجمهورية، حيث يختار الرئيس عادةً زعيم الأغلبية المطلقة أو الشخصية التي تدعمها قوى الأغلبية. هذا التقليد السياسي لا يُلزم رئيس الجمهورية بأي نص دستوري، مما يمنحه مرونة كبيرة في اختياره.
دور الأحزاب في عملية الاختيار
الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من رئيس حكومته الحالي الاستمرار مؤقتاً حتى يتم اختيار رئيس الحكومة الجديد. ولا يحدد الدستور فترة زمنية لتعيين رئيس الحكومة، ولكن من المتوقع ألا تستغرق العملية شهوراً طويلة.
“الجبهة الشعبية الجديدة” اليسارية، التي تتمتع بالأغلبية النسبية، تُصر على تعيين رئيس حكومة من صفوفها، وتخوض حالياً نقاشات داخلية لاختيار مرشحها. في الوقت ذاته، ينتظر ماكرون استقرار بنية البرلمان، مستجيباً لدعوات من حزب “النهضة” وحلفائه في حزب “الجمهوريون” لتشكيل ائتلاف يجمع مؤيدي ماكرون واليمين، مع محاولة اجتذاب الاشتراكيين والمدافعين عن البيئة. هذا الائتلاف يسعى لتشكيل أغلبية تفوق أغلبية اليسار الحالية، دون مشاركة حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف وحزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي.
تعقيدات المشهد السياسي
حتى الآن، رفض الاشتراكيون والمدافعون عن البيئة دعوات الانضمام لهذا الائتلاف، متمسكين بتحالفهم في “الجبهة الشعبية الجديدة”. عملية اختيار رئيس الحكومة تبدو معقدة بشكل كبير، وتشكل الاختبار الأول للبرلمان الجديد ولرئيس الجمهورية، مما يجعل المشهد السياسي في فرنسا أكثر إثارة وترقباً.
يبقى السؤال معلقاً حول من سيقود الحكومة الفرنسية في الفترة المقبلة، وسط مشهد سياسي متقلب وتحالفات متغيرة. عملية اختيار رئيس الحكومة ستحدد مستقبل السياسات الفرنسية وتوجهاتها في السنوات القادمة، في انتظار الحسم الذي سيأتي من قصر الإليزيه.
.اقرأ أيضاً:
لسبب خطير ..فرنسا تسحب جبن كانتال من أسواقها