اخبار فرنسا- انتشرت احتجاجات المزارعين الغاضبين في جميع أنحاء أوروبا يوم الثلاثاء، حيث تسارع الحكومة الفرنسية لتهدئة الفلاحين الذين أغلقوا الطرق السريعة وتحركوا في قوافل من الجرارات باتجاه باريس.

وتحولت التعبئة الفرنسية إلى أزمة خطيرة بالنسبة لرئيس الوزراء “غابرييل أتال” بعد ثلاثة أسابيع فقط من توليه منصبه. في الوقت الذي قام فيه نحو ألف مزارع بمئات المركبات بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى باريس لليوم الثاني، ونام البعض في جراراتهم طوال الليل.

وقال “أتال” في كلمته أمام البرلمان إن حكومته مستعدة لحل الأزمة وأشاد بقطاع الزراعة ووصفه بأنه “قوتنا وفخرنا”.

وفي إشارة واضحة إلى قواعد الاتحاد الأوروبي المتنازع عليها، قال “يجب منح فرنسا استثناء لزراعتها”.

ذلك فيما قال الرئيس “إيمانويل ماكرون”، خلال زيارة للسويد، إنه يعارض اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل “ميركوسور” في أمريكا الجنوبية، والذي ظهر باعتباره شكوى رئيسية للمزارعين القلقين بشأن المنافسة الأجنبية.

لكن ماكرون قال أيضا إنه “من السهل جدا” إلقاء اللوم في كل مشاكل المزارعين على الاتحاد الأوروبي.

مؤكدا “لقد فعلنا الكثير في السنوات الأخيرة للمساعدة”.

وقال “ماكرون” إن السلطات “ستحاول تبسيط القواعد” لمساعدة المزارعين وتعهد بإظهار “المرونة” بشأن بعض القواعد التنظيمية.

وبعد أكثر من أسبوع من الاحتجاجات الفرنسية المكثفة، انضم المزارعون الساخطون في دول أوروبية أخرى إلى الحركة.

حيث نظم العشرات من المزارعين الإيطاليين احتجاجا بالجرارات بالقرب من “ميلانو” يوم الثلاثاء، وهو الأحدث في سلسلة من المظاهرات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد.

وقالت نقابات المزارعين الإسبان إنها ستنضم إلى الحركة بعدد من الاحتجاجات، بينما عرض رئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس” تسريع المساعدات المالية للمزارعين لدرء الاحتجاجات التي تجتاح دولا أخرى.

فيما شهدت ألمانيا وهولندا وبولندا وبلجيكا ورومانيا احتجاجات في الأيام الأخيرة.

ويتجه قدر كبير من الغضب نحو المتطلبات البيئية المدرجة في السياسة الزراعية المشتركة المحدثة للاتحاد الأوروبي، و”الصفقة الخضراء” المقبلة للكتلة.

وفي فرنسا، امتدت الاحتجاجات إلى العاصمة حيث منعت الجرارات وحزم القش وغيرها من الأشياء سائقي السيارات من دخول باريس عبر عدة طرق رئيسية.

وقد روجت الحكومة حتى الآن لنهج هادئ مع الاحتجاج، بينما أوضحت أن أي محاولة لإغلاق مطارات باريس أو سوق “رونجيس” لبيع المواد الغذائية بالجملة جنوب المدينة ستكون بمثابة خط أحمر. حيث تم نشر مركبات مدرعة لقوات الدرك لضمان عدم انقطاع الإمدادات الغذائية.

وقال “أرنو روسو”، زعيم أكبر اتحاد للمزارعين “FNSEA”، إنه ضد أي تدخل في توزيع الغذاء. حيث إن هدفنا ليس تجويع الشعب الفرنسي، بل إطعامه”.

ويشعر المزارعون الفرنسيون بالغضب بشأن الدخل والبيروقراطية والسياسات البيئية، ويقولون إنها تقوض قدرتهم على التنافس مع الدول الأخرى، وتجعل فرنسا تعتمد بشكل متزايد على الواردات.

شاركها.
اترك تعليقاً
Exit mobile version