اخبار فرنسا- استيقظت مئات البلديات الفرنسية، من “ميلو” Millau إلى “بوزيج” Bouzigues، على وقع حركة احتجاجية فريدة من نوعها، حين عثروا على اللوحات الطرقية التي تشير إلى أسماء البلدات وقد تم فكها وإعادة تركيبها بصورة مقلوبة.
حملت العملية، التي نُفذت بشكل سري في جنح الليل، شعاراً يُعبر عن مضمونها: “نحن نسير رأساً على عقب”.
في السياق، تعود بدايات هذه الحركة إلى نهاية أكتوبر/ تشرين الثاني في منطقة “تارن” Tarn وانتشرت بسرعة فائقة عبر البلاد.
بدوره، كشف الشباب الفلاحون (JA) والاتحاد الوطني لمنتجي الزراعة والغابات (FNSEA) عن أنفسهم بصفتهم مبتكرين لهذه الحركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
يقول “فيليب باردي” Philippe Bardy، رئيس FNSEA: “فكرتنا نبعت من اجتماع على وقع أزمة، فنحن الفلاحون نعاني من توجيهات متناقضة وصعوبات متزايدة”. ويضيف: “لم نتخيل أن الحركة ستكتسب هذا الانتشار الواسع. في البداية، كانت رمزية وإقليمية”.
شملت العملية مناطق عديدة من فرنسا، ممتدةً من “أوسيتاني” Occitanie حتى الحدود الإسبانية، ومن “بريتاني” Brittany إلى “فرانش-كونتي” Franche-Comté، وصولاً إلى الشمال.
وفي “المانش” Manche، يذكر “جان-فرانسوا بويون” Jean-François Bouillon، رئيس الشباب الفلاحين، أن أكثر من ستمائة لوحة قد تم تغييرها بمعدل “أربع دقائق لكل لوحة”.
ولا تقتصر الحركة على اللافتات فقط، بل تشمل أيضاً أعمالاً أخرى مثل التوعية في السوبرماركت حول مصدر المنتجات.
يكمن وراء هذا العرض الودود والمضحك، قلق عميق يعبر عنه العالم الزراعي، يتمثل بالصعوبات اليومية والتناقضات بين الوزارات وأوروبا التي لم يعد بالإمكان تحملها في ظل الأزمات الاقتصادية والتحديات البيئية التي تتطلب حلولاً عاجلة وفعّالة.