فرنسا

تعرف إلى العراب الخفي لصعود اليمين المتطرف في فرنسا!

اخبار فرنسا-في تطور مثير على الساحة السياسية الفرنسية، سخّر الملياردير فانسان بولوريه إمبراطوريته الإعلامية لخدمة اليمين المتطرف.

إذ نجح في نسج تحالف بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف قبل الانتخابات التشريعية المبكرة، مما أسهم في تعزيز نفوذ حزب التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان وجوردان بارديلا.

عقب قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية في 9 يونيو، زار زعيم حزب “الجمهوريون” إيريك سيوتي الملياردير بولوريه، محضّراً تحالفه مع مارين لوبان. لم يستشر سيوتي قادة حزبه، متجاوزاً عقوداً من السياسة التقليدية للتيار الديغولي.

هدفت الزيارة إلى تحضير انضمام سيوتي للتجمع الوطني، وتفادي ردود الفعل العنيفة تجاه هذا التحالف. وكما هو متوقع، أثار الإعلان غضب قياديي الحزب الجمهوري. لكن وسائل الإعلام التابعة لبولوريه كانت مستعدة للدفاع عن سيوتي والتحالف.

في قناة سي نيوز التابعة لبولوريه، سخر باسكال برو من قادة الحزب الجمهوري الذين يدينون التحالف مع التجمع الوطني، بينما دافع مدير صحيفة لوفيغارو، ألكسيس بريزيت، عن سيوتي على إذاعة “أوروبا 1″، مشيراً إلى أن الحزب الجمهوري أمام خيارين: التحالف مع اليمين المتطرف أو الانقراض.

قبل الانتخابات التشريعية في 30 يونيو، استقبل سيريل حنونة، نجم برامج بولوريه، إيريك سيوتي في برنامجه على إذاعة أوروبا 1 برفقة ممثلين عن حزب التجمع الوطني وحزب “الاسترداد” اليميني المتطرف. حاول حنونة الترويج لتحالف واسع للأحزاب اليمينية خلال برنامجه “لا تلمس برنامجي” على قناة سي8 التابعة لبولوريه.

يرى ألكسيس ليفرييه، المختص في تاريخ الإعلام بجامعة رينس شامباني-أردين، أن نجاح مشروع توحيد اليمين يستوجب كسر الحواجز بين اليمين التقليدي والمتطرف من خلال شخصيات مثل إيريك سيوتي. ورغم المعارضة داخل حزب “الجمهوريون”، إلا أن تحالف سيوتي-لوبان قد يؤدي إلى تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في فرنسا منذ نظام فيشي في أربعينيات القرن الماضي.

بينما لا يثق بولوريه في مارين لوبان، فإنه يدعم جوردان بارديلا، الذي يعتبره مرشحاً يمكنه دعمه. فوز التجمع الوطني سيكون تحقيقاً لهدف بولوريه في توحيد اليمين الفرنسي وإيصاله إلى السلطة.

فرض بولوريه نفسه كـ”رجل أعمال شرس” والأكثر نجاحاً في فرنسا، إذ تمتد إمبراطوريته الإعلامية من أوروبا إلى أفريقيا. خلال العقد الماضي، وسّع أصوله الإعلامية في فرنسا لتشمل قنوات تلفزيونية، محطات إذاعية، مجلات رائدة، وناشر أول في البلاد.

استراتيجية بولوريه تقوم على شراء وسائل إعلام، إفراغها من محتواها التاريخي، واستغلال المصداقية المكتسبة للترويج لأجندة مختلفة جذرياً. فعند استحواذه على قناة “آي تيليه” التي أصبحت سي نيوز، حولها إلى منصة محافظة تُلقب بـ”فوكس نيوز الفرنسية”.

التوسع الضخم لبولوريه في الإعلام الفرنسي أدى إلى مقارنته بقطب الإعلام روبرت مردوخ، حيث يهدف كلاهما إلى دفع النقاش باتجاه محافظ. يوضح ألكسيس ليفرييه أن بولوريه يتبع نموذج مردوخ في التحكم بالإعلام دون الترشح للانتخابات، بل الفوز بها جميعاً.

التوسع الإعلامي لبولوريه أثار قلقاً بشأن تركيز النفوذ الإعلامي في يد رجل واحد، وهو ما لم يحدث من قبل في فرنسا. فبينما تفتخر سي نيوز بكونها قناة “الحديث الصريح”، يقول منتقدوها إنها تنتهك قواعد البث العام بتغطية إعلامية غير متوازنة.

في سياق الحملة التشريعية، كثف صحافيو بولوريه هجماتهم على الائتلاف اليساري “الجبهة الشعبية الجديدة”، مستخدمين خطابات يمينية متطرفة. في الوقت نفسه، تواجه وسائل الإعلام التابعة لبولوريه انتقادات متزايدة من السلطات السياسية والإعلامية.

يظل السؤال: هل ستتمكن السلطات من فرض ضوابط على نفوذ بولوريه الإعلامي، أم أن اليمين المتطرف سيستمر في صعوده بفضل دعم هذه الإمبراطورية الإعلامية؟

.اقرأ أيضاً:

باريس تتحرك لإنقاذ مهاجريها القُصّر وتنقل 200 منهم إلى صالات استقبال مؤقتة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!