فرنسا

بعد 57 عامًا من الانتظار.. مهاجر جزائري يستعيد هويته الحقيقية في فرنسا

اخبار فرنسا-تمكن مهاجر جزائري الأصل بعد مسيرة طويلة من الكفاح القانوني، من استعادة اسمه الحقيقي الذي كان يحمله عند وصوله إلى فرنسا في سن المراهقة.

واستغرقت هذه الرحلة الشاقة 57 عامًا، لينتهي المطاف بالمتقاعد البالغ من العمر 71 عامًا، المعروف سابقًا باسم “جان بيار غيران”، إلى استعادة اسمه الأصلي “محمد قرومي”.

وفي شقته الواقعة في ستراسبورغ بشرق فرنسا، عبر قرومي عن ارتياحه العميق وشعوره بالفخر، مؤكدًا أن الثالث عشر من يوليو/تموز يمثل بالنسبة له لقاءً حقيقياً مع ذاته، بعد عقود من النضال من أجل كتابة اسمه الحقيقي على بطاقته الشخصية. وقال بفرحة غامرة: “لقد استعدت هويتي الحقيقية على بطاقتي الشخصية وجواز سفري.. أخيرًا”.

وصل محمد قرومي إلى فرنسا في عام 1966، وكان حينها في الثالثة عشرة من عمره، برفقة شقيقيه أحمد وشريف، للانضمام إلى والدهم الذي كان يتلقى العلاج في مستشفى بمنطقة الألزاس. ويتذكر قرومي كيف أنهم كانوا يتوقعون أن يجدوا والدهم بانتظارهم في المطار، إلا أنهم استقبلوا من قبل موظف في الرعاية الاجتماعية، حيث تم إيداع الإخوة الثلاثة في مركز للرعاية تحت وصاية الدولة، بعد أن قرر القضاء أن والدهم غير قادر على الاعتناء بهم.

تحول الهوية

داخل مركز الرعاية، تعرض الأشقاء الثلاثة لتغيير هوياتهم العربية إلى أسماء فرنسية، بزعم تحقيق اندماج أفضل في المجتمع الفرنسي. هكذا تحول اسم أحمد إلى “ألفونس”، وشريف إلى “كريستيان”، أما محمد فأخذ اسم معلمه وأصبح يُدعى “جان بيار”. كما تم تغيير لقب العائلة من “قرومي” إلى “غيران”.

ورغم مرور السنوات، بقي محمد يواجه هذا التناقض في هويته، فكان يُعرف في عمله باسم “محمد الفرنسي”، بينما كانت أوراقه الثبوتية تحمل اسم “غيران جان بيار”. وكان الناس يتساءلون: “لماذا يدعونك محمد؟” وسط هذا التباين الغريب.

نضال لاستعادة الجذور

قرومي، الذي كان نشطًا في المجتمع المحلي بصفته مدربًا معروفًا لكرة اليد ومؤسسًا لجمعية فرنسية-جزائرية، لم يتوقف عن السعي لاستعادة هويته الحقيقية بشكل رسمي. وعلى الرغم من نجاحه في إدراج اسمه العربي على بعض الوثائق، إلا أنه ظل في نظر السلطات الرسمية يحمل الاسم الفرنسي “جان بيار غيران”.

لكن المعركة انتهت أخيرًا في يوليو/تموز 2022، عندما دخل قانون جديد يهدف إلى تبسيط إجراءات تغيير الاسم حيز التنفيذ. شكل هذا القانون نقطة تحول في حياة محمد قرومي، كما حدث مع عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين. فقد تلقت وزارة العدل الفرنسية 70 ألف طلب لتغيير الاسم خلال عام واحد من تطبيقه، وفقًا لموقعها الإلكتروني.

اليوم، يمكن لمحمد قرومي أن ينظر إلى نفسه في المرآة بفخر، بعد أن استعاد اسمه الحقيقي وهويته التي تمثل جذوره الحقيقية.

.اقرأ أيضاً:

شركة طيران تطلق اشتراكاً سنوياً مذهلاً.. رحلات غير محدودة من وإلى فرنسا وأوروبا!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!