فرنسا

باريس تتحرك لإنقاذ مهاجريها القُصّر وتنقل 200 منهم إلى صالات استقبال مؤقتة

اخبار فرنسا-في خطوة طال انتظارها وسط أزمة إسكان متفاقمة، قامت السلطات الفرنسية بنقل حوالي 200 مهاجر قاصر إلى صالات استقبال مؤقتة، بعد شهور من التشرد والعيش في ظروف صعبة. وجاء هذا التحرك بعد إخلاء مبنى مؤسسة “Maison des métallos” الثقافية في الدائرة 11 بباريس، حيث كانوا يقيمون منذ أبريل الماضي.

إخلاء مبنى ثقافي والتحرك نحو الحل

في 3 يوليو، قامت السلطات بإجلاء 230 مهاجرًا من المبنى الثقافي، الذي احتلته الجمعيات الإنسانية والمهاجرون للضغط على الدولة وتسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يعاني منها المهاجرون القُصّر في انتظار تسوية أوضاعهم الإدارية. تم نقل معظم هؤلاء المهاجرين إلى ثلاث صالات رياضية خصصتها الدولة كملاجئ مؤقتة، في خطوة اعتبرتها الناشطة جان “حلاً مؤقتاً يمنع الشباب من العودة إلى الشارع حتى يتم نقلهم إلى مرافق أخرى مملوكة للدولة”.

التحدي المستمر في إيجاد مأوى

هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الجمعيات إلى الاستيلاء على أبنية فارغة للفت الانتباه إلى معاناة المهاجرين في باريس. الشاب الغيني ديفيد، البالغ من العمر 16 عامًا، تحدث لموقع “مهاجرنيوز” عن معاناته في الشارع قبل الحصول على الاعتراف به كقاصر، واصفًا البحث عن الطعام والنوم تحت سقف بـ”الصراع الحقيقي”. وأكد أن المهاجرين يطلبون فقط أن يُعاملوا بكرامة، مع توفير السكن والتعليم ليتمكنوا من العثور على عمل وعيش حياة طبيعية.

مطالب الجمعيات الناشطة

تطالب المنظمات بأن تعترف السلطات افتراضياً بكون الشاب أقل من 18 عاماً، لتجنب بقاء القاصرين في الشارع خلال الإجراءات الإدارية، وتوفير مساكن لهم خلال فترة الانتظار. ورغم أن الصالات الرياضية ليست الحل الأمثل، إلا أنها توفر ملاذاً مؤقتاً يحمي القاصرين من التشرد.

ظروف معيشية صعبة

ينام المهاجرون الشباب في الصالات الرياضية على أسرة مبطنة، بجانب بعضهم البعض، مع وجود عدد محدود من الحمامات والمراحيض. ولا يُسمح لهم بالبقاء داخل الصالات طوال اليوم، حيث يتعين عليهم مغادرتها يومياً من الساعة 8 صباحًا حتى المساء، وهو أمر يزيد من صعوبة حياتهم اليومية.

مصير العائلات المهاجرة

بينما تم نقل القاصرين إلى الملاجئ المؤقتة، لا يزال مصير 21 عائلة مهاجرة كانت تقيم في نفس المكان غير مؤكد. تعهدت البلدية برعايتهم حتى 9 يوليو، لكن الناشطين يعبرون عن قلقهم من احتمال إعادتهم إلى الشارع بعد هذا التاريخ.

حالة الجوع الشديد

في باريس، كما هو الحال في مناطق أخرى من فرنسا، يعاني القاصرون غير المصحوبين بذويهم من ظروف قاسية. أظهرت دراسة لمنظمة “Action contre la faim” أن 53% من القاصرين تحت سن 16 في باريس يعانون من الجوع الشديد ونقص الطعام. وأشارت مديرة الفرع الفرنسي للمنظمة، هيلين كيو، إلى أن “هذا أمر شائن بالنسبة لفرنسا التي لا تفي بالتزاماتها”، معتبرةً الوضع “غير مقبول”.

يبقى التحدي الكبير أمام السلطات الفرنسية في توفير حلول دائمة ومستدامة لهؤلاء المهاجرين القُصّر والعائلات، لضمان حقهم في العيش بكرامة وأمان. تعتبر الخطوات الأخيرة بمثابة بداية، لكن الطريق لا يزال طويلاً لضمان مستقبل أفضل لهؤلاء الشباب.

.اقرأ أيضاً:

لا تقلق بعد الآن..خطوات استعادة متعلقاتك المفقودة في القطارات الفرنسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!