فرنسا

اللاجئون عالقون في حملة تنظيف باريس

اخبار فرنسا-في صباحٍ مشمس، وعندما كانت عيون علي، اللاجئ السوداني المنكوب بآثار الحرب، تفتح لأول مرة في أبريل الماضي، وجد نفسه يواجه ضباط الشرطة في شمال باريس. كانوا هناك ليخبروه وزملاءه اللاجئين الآخرين بأمر مفاجئ: “اركبوا الحافلة”، هكذا تذكر علي تلك اللحظة المريرة.

على الرغم من حصوله على وظيفة ووضع لاجئ، فإنه لم يكن لديه خيار سوى الامتثال لأمر السلطات. وبينما كان يحمل حلم الاستقرار والأمان في فرنسا، لم يكن يدرك أن يومًا سيتم إرساله إلى مدينة بعيدة تمامًا عن باريس.

تم احتجاز علي وزملاؤه في مبنى مكتبي غاضب، حيث تم سحب وثائق هوياتهم، وأجبروا على الصعود إلى الحافلة بسرعة. كانوا عالقين في رحلة طويلة تمتد لنحو 700 كيلومتر إلى تولوز، في جنوب غرب فرنسا.

“لقد كان من المستحيل الخروج”، يقول علي في مقابلة مع وكالة فرانس برس، ويسترجع الجو العاصف لتلك اللحظة العصيبة.

وكانت هذه الإجراءات جزءًا من سياسة الحكومة الفرنسية الجديدة، التي أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون في سبتمبر 2022. وتهدف هذه السياسة إلى توزيع المهاجرين وطالبي اللجوء في أنحاء البلاد بدلاً من تجميعهم في الأحياء الفقيرة والمضطربة في باريس، وصفها ماكرون بأنها “سخيفة”.

ولكن هذه السياسة أثارت انتقادات حادة، خاصةً من الجمعيات الخيرية والسياسيين المعارضين للهجرة. يعتقد البعض أن الحكومة تسعى لتنظيف باريس من المهاجرين والمشردين قبل استضافة الألعاب الأولمبية في يوليو وأغسطس المقبلين، وهو اتهام ينفيه الحكم.

تجسد قصة علي وغيره من اللاجئين الصعوبات التي تواجههم أثناء نقلهم. بعد وصولهم إلى مدن جديدة مجهولة، يجدون أنفسهم محاصرين في مراكز استقبال تقييمية، مثل تولوز وبوردو، دون معرفة مصيرهم النهائي أو حتى مدة إقامتهم في تلك المدن.

على الرغم من الظروف القاسية، يظل اللاجئون مثابرين ومتحمسين للبحث عن فرص العمل والاستقرار. يروي علي قصة عودته الناجحة إلى باريس، حيث استعاد وظيفته في ديزني لاند بفضل شجاعته وإصراره.

وكما يقول عبد الله، الذي قرر العودة إلى باريس بعد فترة قصيرة في بوردو، “نحن هنا نعرف بعضنا البعض، ونساعد بعضنا البعض. ونجد عملًا”.

يظهر هذا السرد أن النقل القسري للمهاجرين قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتنظيف العاصمة من الفقراء والمهاجرين قبل الأحداث الدولية المهمة، لكنه أيضًا يبرز إرادة اللاجئين في البقاء قوية ومتينة رغم التحديات التي تواجههم.

.اقرأ أيضاً:

التأثيرات المحتملة لمحاولة فرنسا معالجة العجز “الجامح” في الميزانية على معيشة السكان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!