فرنسا

التمييز في فرنسا.. معاناة الجالية المغربية في سوق العمل والإسكان

اخبار فرنسا-كشفت دراسة حديثة أجراها مركز التفكير الأمريكي “أتلانتيك كاونسل” عن التحديات التي تواجه الجالية المغربية في فرنسا، مركزة على التمييز في سوق العمل والإسكان. يشير التقرير إلى أن خلفيتهم الثقافية والدينية والعرقية تساهم في خلق حواجز تحول دون حصولهم على فرص عمل متكافئة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة والشغل الناقص.

التمييز في سوق العمل

أظهرت دراسة أجراها معهد السياسات العامة بمدرسة الاقتصاد في باريس أن مقدمي الطلبات من ذوي الأسماء المغاربية يواجهون صعوبة أكبر في الحصول على رد إيجابي من أصحاب العمل. مقارنة بأقرانهم الفرنسيين، يحتاج هؤلاء المتقدمين إلى تقديم طلبات أكثر بنسبة 1.5 مرة للحصول على استجابة. استخدمت الدراسة أكثر من 2,400 إعلان وظيفي حقيقي، وكشفت عن تمييز واضح ضد المرشحين المغاربيين بغض النظر عن جنسهم أو مستوى مهاراتهم.

التمييز في الإسكان

بالإضافة إلى التمييز في سوق العمل، يواجه المغاربة في فرنسا تحديات كبيرة في الحصول على إيجار لائق. رغم أن القانون الفرنسي يعاقب على التمييز في الإسكان، إلا أن الدراسات تشير إلى وجود تحيز واضح ضد المتقدمين من خلفيات مغاربية. دراسة نشرت في 2021 أظهرت أن معدل الاستجابة للطلبات من المتقدمين الفرنسيين كان 18.7%، بينما كان للمتقدمين المغاربيين 12.9%. ورفع ذكر المتقدمين المغاربة لمناصبهم العليا معدل الاستجابة إلى 15.5%، لكنه ظل أقل من معدل استجابة الفرنسيين الذين لم يذكروا وضعهم الوظيفي.

النموذج الفرنسي للإدماج

يعتمد النموذج الفرنسي لإدماج المهاجرين على مبدأ “الاستيعاب”، حيث يُتوقع من المهاجرين التخلي عن ثقافتهم الأصلية مقابل تبني قيم وعادات المجتمع الفرنسي. يهدف هذا النموذج إلى تعزيز المساواة بين المواطنين، لكنه قد يؤدي إلى تجاهل الخصوصيات الثقافية للمهاجرين. ووفقًا للدراسة، يسجل المهاجرون من دول المغرب العربي أدنى مستويات الاندماج في سوق العمل، حيث يبلغ معدل توظيف الجالية المغربية 59.4%.

انخفاض مشاركة النساء

أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في انخفاض معدل توظيف المغاربة هو انخفاض مشاركة النساء المغربيات في سوق العمل، حيث تسجل النساء المغربيات أدنى معدل مشاركة (48%) بعد النساء التركيات (31%). يشكل هذا الانخفاض في مشاركة النساء وانتشار الأسر ذات الدخل المحدود عقبة رئيسية أمام الاندماج الكامل للجالية المغربية في المجتمع الفرنسي.

تسلط الدراسة الضوء على التمييز الذي يعاني منه المغاربة في فرنسا سواء في سوق العمل أو الإسكان، مما يعيق اندماجهم الكامل في المجتمع. يتطلب تحسين الوضع تبني سياسات أكثر شمولية واحترامًا للتنوع الثقافي، بما يضمن فرصًا متكافئة للجميع بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية أو العرقية.

.اقرأ أيضاً:

هاتان القريتان حصدتا لقب “الأجمل في فرنسا”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!