فرنسا

الطين إلى ركبنا: حالة المهاجرين المراهقين البائسة في “كاليه” بفرنسا

اخبار فرنسا- يعيش العشرات من المراهقين المهاجرين في “كاليه”، على الساحل الفرنسي الشمالي، في ظروف بائسة في الغابة أثناء انتظارهم لمحاولة عبور القناة في أحد القوارب الصغيرة وسط خلاف محتدم بشأن الهجرة في بريطانيا.

حيث عبر 29 ألف شخص أحد أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم هذا العام، على أمل بدء حياة جديدة في بريطانيا.

وتقدر المنظمات غير الحكومية أن حوالي 1000 شخص يعيشون حالياً في ظروف قاسية في “كاليه” وما حولها، من بينهم 130 قاصراً بدون عائلاتهم.

“خالد”، مهاجر يبلغ من العمر 17 عاماً من السودان الذي مزقته الحرب، والذي وصل إلى “كاليه” في أوائل ديسمبر، بعد رحلة أخذته عبر ليبيا وتونس وإيطاليا، يعيش وحيداً في الغابة خلف خط السكة الحديد.

تغرق خيمته في الوحل، وملابسه المعلقة على أغصان الأشجار لا تظهر عليها علامات الجفاف بسبب البرد، فيما يحاول كل ليلة أن يصعد على ظهر شاحنة متجهة إلى بريطانيا، لكن لم يحالفه الحظ حتى الآن.

أثبت المعبر البحري أنه مميت مع وقوع الكارثة الأكثر دموية في نوفمبر 2021 عندما غرق 27 مهاجراً، في حين قال “خالد” إنه لا يستطيع تحمل “ما لا يقل عن 800 إلى 1000 يورو” التي يطلبها المهربون لنقله إلى بريطانيا بالقارب.

أما “نعمة الله”، وهو أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً التقته وكالة “فرانس برس” في مركز لدعم المهاجرين في “كاليه” تديره منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، ينتظر انتهاء موجة البرد قبل أن يجرب حظه.

واشتكى قائلاً: “الحياة صعبة هنا، فنحن غارقون في الوحل حتى ركبنا، وتستمر الشرطة في الاستيلاء على جميع ممتلكاتنا”.

ذلك فيما تتزايدت الشكاوى من قمع الشرطة في “كاليه” منذ عام 2016، عندما جرفت السلطات مخيم مترامي الأطراف لخيام المهاجرين أطلق عليه اسم “الغابة” والذي كان يؤوي في ذروته أكثر من 9000 شخص.

أما عن الحالة النفسية، قالت الطبيبة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود، “كلوي هانبرو”، إن القاصرين يعانون من “ضغط نفسي كبير” بالإضافة إلى شعور عميق بخيبة الأمل.

وأضافت الطبيبة “هناك فجوة بين ما توقعوه في أوروبا والظروف التي وجدوا أنفسهم فيها هنا”.

بينما في قرية “لون بلاج” الساحلية بالقرب من “كاليه”، تحذر العاملة الاجتماعية في الصليب الأحمر،”جين هوجارد”، فتاة سودانية تبلغ من العمر 16 عاماً من خطر النزول إلى البحر، بحيث تكرر أسئلتها “هل تعرفين رقم الطوارئ للاتصال به؟ هل لديكِ نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؟”

وتفشل مثل هذه التحذيرات في إحداث تأثير كبير بين المهاجرين، الذين يشعر الكثير منهم أن فرصهم أفضل في بريطانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!