لماذا لا يعتبر يوم الجمعة العظيمة يوم عطلة في جميع أنحاء فرنسا؟
اخبار فرنسا- في فرنسا، يحمل عيد الفصح تقاليده الخاصة والاستثناءات التي تجعله مختلفًا عن معظم الأعياد المسيحية الأخرى في البلاد.
ورغم أن العديد من هذه الأعياد تعتبر عطل رسمية في التقويم الفرنسي، إلا أن يوم الجمعة العظيمة، الذي يسبق عيد الفصح، لا يتمتع بنفس المكانة كيوم عطلة في معظم أنحاء البلاد. ولكن لماذا؟
عطلة عيد الفصح تجسد الوقت التقليدي للعائلات الفرنسية للاحتفال والتجمع وتبادل الشوكولاتة، ولكن يبدو أن عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد على مدار أربعة أيام ليست تقليدًا يستمتع به الجميع في فرنسا.
في الواقع، يوم الجمعة التي تسبق عيد الفصح، والتي توافق هذا العام يوم 29 مارس، والذي يعتبر عطلة رسمية في معظم دول أوروبا، لا يعتبر يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد.
قد يبدو الأمر غريبًا حقًا عندما نتذكر أن فرنسا تمنح العمال عطلة في يوم الصعود وعيد الفصح وجميع القديسين، فيما لا تمنحها يوم الجمعة العظيمة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا الامر ليس سائدًا في جميع أنحاء البلاد، حيث تُعتبر يوم الجمعة العظيمة عطلة في بعض المقاطعات.
تعود جذور هذا الاستثناء إلى التاريخ المعقد لمنطقة الألزاس في شرق فرنسا، حيث كانت جزءًا من تبادل النفوذ بين فرنسا وألمانيا.
ففي عام 1871، تم ضم الألزاس إلى ألمانيا، ولم تعاد إلى فرنسا إلا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918.
وفي تلك الفترة، اضطر سكان المنطقة إلى التعامل مع التغييرات التي طالت التقاليد والعطل الرسمية، حيث رفضوا التخلي عن يوم الجمعة العظيمة كيوم عطلة، مما جعل المنطقة مستثناة من قوانين العطل الرسمية في فرنسا.
ولكن حتى الآن، لا تزال هناك تحديات واجتهادات حول معاهدة الكونكوردات، التي تشير إلى أن المنطقة يجب أن تتبع نفس القوانين السارية في بقية البلاد.
مع ذلك، يبقى عيد الفصح يوم عطلة رسمي في فرنسا، ويبقى الأهم هو الاستمتاع بالعطلة بأي حال من الأحوال.