الاختلاف بين الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في فرنسا عنها في الولايات المتحدة !

اخبار فرنسا-تختلف الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في فرنسا عن تلك في الولايات المتحدة في عدة جوانب تتعلق بالحجم والنطاق والسياسة المحلية.
وفي فرنسا، كانت الاحتجاجات في معهد العلوم السياسية (ساينس بو) الأكثر بروزاً، حيث تدخلت الحكومة وضغطت على الجامعة لإغلاقها بالقوة، وهو تدخل غير معتاد في الجامعات الأمريكية حيث تركز النقاشات أكثر على حرية التعبير.
اندلعت الاحتجاجات في ساينس بو عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والحملة الانتقامية التي شنتها إسرائيل على غزة. طالب الطلاب الجامعة بإدانة الهجوم الإسرائيلي، معتبرين رد فعلها منافقًا لأنها أدانت صراعات أخرى مثل الغزو الروسي لأوكرانيا. جاء هذا بعد وقوف الجامعة دقيقة صمت حدادا على الضحايا الإسرائيليين، وهو ما أثار استياء الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.
ومن أبرز مطالب المتظاهرين في ساينس بو مراجعة الشراكات مع المؤسسات الإسرائيلية، وهو ما رفضته الجامعة بحجة الحفاظ على الحوار الأكاديمي.
وبلغت الاحتجاجات ذروتها في مايو عندما طلب رئيس الجامعة من الشرطة إخلاء الطلاب الذين أقاموا مخيمات في المبنى الرئيسي بالقوة.
في المقابل، ركزت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على حرية التعبير، دون تدخل حكومي مباشر مثلما حدث في فرنسا. في فرنسا، أدى تدخل الحكومة وضغوطها إلى مزيد من التأزم، خاصة في معهد العلوم السياسية الذي يستقبل تمويلاً عاماً ويخرج نخبة سياسية كبيرة، بما في ذلك الرئيس إيمانويل ماكرون.
أثارت حملة الشرطة قلقاً واسعاً بين الطلاب والمديرين. على سبيل المثال، أبدى هيوبرت لونوا، وهو طالب في ساينس بو، صدمته من التدخل السياسي والشرطي في الاحتجاجات الطلابية.
وعبّر عن استيائه من قمع الطلاب الذين يحتجون سلمياً، مشيراً إلى أن الاحتجاجات الطلابية في الماضي كانت أكثر عنفًا.
رغم أن أقل من 5% من طلاب ساينس بو شاركوا في الاحتجاجات، إلا أنها جذبت اهتماماً كبيراً بسبب طبيعة المدرسة النخبوية والأحداث المتزامنة في الولايات المتحدة، واستغل السياسيون الفرنسيون هذا الحراك في حملاتهم الانتخابية للبرلمان الأوروبي.
في مارس، تدخلت الحكومة عندما وُصف طالب يهودي بأنه صهيوني ومُنع من دخول نقاش حول الحرب في غزة. أدان الرئيس ماكرون الحادث، معتبراً أنه لا يطاق، واتخذت الحكومة خطوات غير مسبوقة لإغلاق الاحتجاجات.
دعم المتظاهرين حزب “فرنسا غير المروضة” اليساري المتشدد، بينما ندد السياسيون اليمينيون بالاحتجاجات، متهمين اليساريين بأخذ الجامعات كرهائن.
مع اقتراب نهاية العام الدراسي، تستمر السلطات في جهودها لاحتواء الاحتجاجات في حرم ساينس بو وغيره من الجامعات الفرنسية، بينما يستعد الطلاب لأداء الامتحانات.
.اقرأ أيضاً:
تعرف إلى أرخص المدن في فرنسا للسكن الطلابي