اخبار فرنسا-تتواصل حالات التهديد بالقتل ضد أعضاء هيئة التدريس في فرنسا بمعدل مقلق، حيث تم توجيه اتهامات جديدة ضد معلمة في إحدى المدارس الثانوية بمنطقة أوت دو سين.
في حادثة جديدة وقعت في أوائل شهر مارس، تعرضت معلمة في مدرسة ميشيل أنج بفيلنوف لا جارين لتهديد بالقتل من قبل أحد الطلاب، الذي تم طرده فيما بعد من المدرسة. وقد وصفت الطالبة المعلمة بصفة مهينة وتهديدها بالقتل، حيث قامت بتهديدها بالقول “بسم الله، أنا ذاهبة لقتلها”، حسبما أوردت صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية.
تم الإبلاغ عن الحادثة للشرطة بعدما ذهب شقيق الطالبة المتورطة إلى المدرسة لمطالبة بتوضيح سبب طرد أخته. وبناءً على شعور المعلمة بالتهديد، فقدمت بلاغاً للشرطة بخصوص التهديدات السابقة التي تعرضت لها من الطالب.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتم اعتقال الطالبة حتى الآن للتحقيق في الحادثة، وفقًا لصحيفة “لو فيجارو”.
يأتي هذا الحادث بعد استقالة مدير مدرسة موريس رافيل في شرق باريس، بعد تلقيه تهديدات بالقتل عبر الإنترنت بعد خلاف مع طالب الشهر الماضي، حيث طُلب من إحدى الطالبات خلع حجابها الإسلامي داخل المدرسة ورفضت ذلك.
أثارت استقالة المدير غضبًا شديدًا، حيث أكد رئيس الوزراء غابرييل أتال عزم فرنسا على حماية المعلمين والحفاظ على مبدأ العلمانية، الذي يُعتبر أساسيًا للتعليم الفرنسي.
وفي استجابة للتهديدات المتزايدة ضد المعلمين والمدارس، نظم مشرعون ومسؤولون ومئات الأشخاص مظاهرة أمام مدرسة في منطقة العاصمة باريس، بقيادة نائب عمدة باريس إيمانويل جريجوار، في إطار حملة لدعم العلمانية وضمان أمن المدارس.
وفي سياق مماثل، أعلنت وزيرة التعليم نيكول بيلوبيه عن تشكيل “قوة مدرسية متنقلة” وطنية، يمكن نشرها في المدارس لحمايتها في حالات الطوارئ، بهدف ضمان سلامة الطلاب والمعلمين.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات حول قضية الدين والعلمانية في فرنسا، التي تعتبر موضوعًا حساسًا خاصةً مع وجود أكبر جاليتين مسلمة ويهودية في أوروبا.
في الختام، يجدر بالمسؤولين التعليميين والحكومة والمجتمع بأسره أن يعملوا بجدية على تعزيز قيم الاحترام والتسامح والعلمانية في المدارس، وتعزيز التواصل مع الطلاب لتوضيح أهمية هذه القيم وضرورة احترامها كأساس لبناء مجتمع متنوع ومتسامح.
.اقرأ أيضاً:
مدة معالجة طلب الجنسية الفرنسية
