اخبار فرنسا-أصدرت المحكمة الوطنية الفرنسية للحق في اللجوء (CNDA) في خطوة تاريخية، قرارًا يقضي بمنح اللجوء تلقائيًا للفلسطينيين القادمين من غزة والمسجلين لدى وكالة الأونروا، معتبرة أن “الأونروا لم تعد قادرة على تقديم الحماية والمساعدة بشكل فعال لأي فلسطيني يقيم في غزة”.
ويأتي هذا القرار في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في القطاع، حيث باتت الحياة هناك محفوفة بالمخاطر بسبب النزاع الدائر، مما يحتم على الدول الموقعة على ميثاق جنيف الالتزام بتوفير الحماية الضرورية لهؤلاء اللاجئين.
وكان القرار قد صدر في 13 سبتمبر ونُشر في 17 سبتمبر، وجاء تأكيدًا على أن الحماية التي كان من المفترض أن تقدمها الأونروا للفلسطينيين في غزة لم تعد مضمونة في ظل الظروف الحالية. وعلى هذا الأساس، قضت المحكمة بمنح وضع اللاجئ لزوجين فلسطينيين غادرا غزة في مارس 2023، بعدما رأت أنهما لم يعودا يتلقيان الحماية الكافية من الأونروا.
وتقدم وكالة الأونروا، التي أُنشئت عقب حرب 1948، خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملها، إلا أن النزاع المستمر في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 قد أفقدها القدرة على القيام بمهامها.
ونتيجة لهذا الوضع المتأزم، يعيش سكان القطاع حالة من النزوح والحصار المستمر، مع نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه والأدوية.
وتعليقاً على القرار، أكدت المحامية المختصة في قضايا اللجوء، مايا لينو، أن هذا الحكم يلزم السلطات الفرنسية بمنح اللجوء تلقائيًا لأي فلسطيني قادم من غزة ومسجل في الأونروا، دون الحاجة لتقديم المزيد من الأدلة حول وضعهم الأمني.
ومع ذلك، أشارت لينو إلى أن الأمر قد يختلف بالنسبة لتصاريح السفر الخاصة بطلب اللجوء من السفارات، حيث لا تزال هناك حاجة إلى سوابق قانونية إضافية لتطبيق القرار على تلك الحالات.
من ناحية أخرى، يثير هذا القرار تساؤلات حول مصير الفلسطينيين غير المسجلين في الأونروا. وفقًا لمايا لينو، فإن هؤلاء الأشخاص يحصلون حاليًا على الحماية الفرعية بسبب الحرب، ولكن هناك مخاوف من أن يتم إجبارهم على العودة إلى غزة بعد انتهاء النزاع.
وتعمل المحامية على تقديم طلبات استئناف لتحويل الحماية المؤقتة إلى صفة لاجئ، مؤكدة أن ما يحدث في غزة هو “تطهير عرقي وليس صراعًا مؤقتًا”، مما يستوجب حماية دائمة لهؤلاء اللاجئين.
يمثل هذا القرار سابقة قانونية مهمة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في سياسات اللجوء، ليس فقط في فرنسا، بل على مستوى الاتحاد الأوروبي، في ظل التحديات الإنسانية والأمنية التي يواجهها سكان غزة.
.اقرأ أيضاً:
مخاطر القيادة بدون رخصة في فرنسا!