اخبار فرنسا- للسنة الثانية على التوالي، انضم مئات المتطوعين في جميع أنحاء باريس وضواحيها إلى حملة “إفطار للجميع” لتوزيع الطعام المجاني على المحتاجين بمناسبة شهر رمضان المبارك. نظراً لأن التضخم وحالة عدم الاستقرار يدفعان المزيد من الناس إلى الفقر، تقول الجمعيات الخيرية إنها تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة.
“الناس لا يروننا. يبدو الأمر كما لو أننا غير مرئيين”. قالت “نيللي”، وهي امرأة في منتصف العمر، صادفت إحدى منصات “الإفطار للجميع” التي تقدم الطعام إلى المحتاجين في المنطقة وما حولها “لولا الطرود الغذائية، لكنت أموت من الجوع”.
كانت أمسية شديدة البرودة في باريس، وكانت “نيللي” تسير نحو المكان الذي اعتادت أن تلتقط فيه الحليب الدافئ المجاني عندما رأت طاولة مليئة بطرود الطعام، التي كان متطوعو منظمة الأيادي الإسلامية الخيرية يوزعونها خلف متجر “برنتيمبس” الفاخر.
وقالت نيللي “المساعدات الغذائية أمر حيوي بالنسبة لنا”. “في حالتي، لدي 10 يورو فقط للأيام العشرة المقبلة حتى نهاية الشهر”.
إنها واحدة من آلاف الأشخاص في باريس وضواحيها الذين تلقوا طروداً غذائية أو وجبة دافئة خلال حفل الإفطار للجميع الذي استمر يوماً واحداً والذي نظمه سوبر ماركت Hmarket وست جمعيات خيرية فرنسية في 28 مارس.
الطعام للجميع
كانت النسخة الثانية من الإفطار للجميع، وهو حدث سنوي يهدف إلى توزيع الطعام على جميع المحتاجين – وليس المسلمين فقط – خلال شهر رمضان، عندما يصوم المسلمون الملتزمون خلال النهار.
تم إنشاء المشروع نتيجة لتبادل الأفكار في المقر الرئيسي لشركة Hmarket خلال شهر رمضان من العام الماضي، وتم إعداده في أسبوعين وحصل على الفور على دعم أربع جمعيات خيرية تعمل معها Hmarket على مدار العام.
تقول مديرة الاتصالات والتسويق في “Hmarket” أتيكا الطرابلسي، “نعتقد أنه من المهم توحيد الجهود من أجل إحداث تأثير أكبر على أرض الواقع”. “يبدو أنه من المهم بناء الجسور ومساعدة الأشخاص على التواصل مع من لا يستطيعون ذلك.”
الاحتياجات المتزايدة
شهدت النسخة الأولى قيام متطوعين بتوزيع 3000 طرد غذائي في خمسة مواقع. وفي هذا العام، تم توزيع 3500 طرد غذائي في 10 مناطق مختلفة في جميع أنحاء باريس وضواحي نانتير وأولناي سو بوا المجاورة.
“لقد قمنا بتوزيع 350 طرداً في أقل من ساعة ونصف. قال ماتيو جولاند، مدير العقارات في Hmarket، الذي كان متطوعاً بالقرب من مركز Les Halles التجاري “لقد فوجئت بأن الأمر سار بهذه السرعة، خاصة عندما كانت هناك وجبات ساخنة يتم توزيعها على بعد أمتار قليلة من قبل [مؤسسة خيرية أخرى للطعام] “La Soupe Saint-Eustache” في وسط باريس”.
تتزايد الحاجة إلى المساعدات الغذائية في فرنسا. ووفقا للمرصد المستقل لعدم المساواة، فإن 5.3 مليون شخص ــ 8% من السكان ــ كانوا يعيشون تحت خط الفقر في فرنسا في عام 2023، وهو معدل يرتفع بشكل مطرد منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
“نحن نعمل في 19 دولة نامية وكنا ننفذ أعمالاً في فرنسا من حين لآخر. لكن كان علينا أن نفتح مكتباً هنا لأن الظروف المعيشية تلقت ضربة قوية بعد جائحة كوفيد.
