فرنسا

هل يمكن أن تشهد “الإدارة المنسية” في فرنسا عودة خدمات القطارات؟

اخبار فرنسا- توقفت خدمات القطارات في مقاطعة “أرديش” بجنوب شرق فرنسا في أغسطس 1973 ، حيث لا ينقل الركاب حالياً إلا القطارات البخارية التراثية مثل قطار “أرديش” بين ” Tournon-sur-Rhône” و “Lamastre”.

ومنذ ذلك الحين حصلت المقاطعة التي تضم الآن أكثر من 325000 شخص على اللقب باعتبارها الإدارة الفرنسية الوحيدة التي لا تحتوي على خدمات السكك الحديدية للركاب.

لكن هذا لا يعني أن قطارات الركاب لن تعمل على خطوط السكك الحديدية في “أرديش” فهي ببساطة لا تتوقف بين محطتي “Gard” و  “Drôme” في “Valence” و”Romans-sur-Isère”.

منذ أغسطس 2022، تخدم محطات “TERs” محطات في “Gard”، والتي تم التخلي عنها منذ عام 1973.

وكان هناك في السابق العديد من مسارات الخطوط الثانوية، لكنها تحولت هذه الأيام إلى مسارات خضراء للمشاة وراكبي الدراجات، ومن غير المرجح أن يتم استعادتها لاستخدامها الأصلي.

لماذا توقفت خدمة قطار الركاب؟

يتعلق الأمر بالطريق السريع ففي عام 1973، اكتملت المرحلة النهائية من طريق الجنوب السريع، مما سمح لسائقي السيارات بالقيادة من باريس إلى البحر الأبيض المتوسط. فيما أصبح السفر بالسكك الحديدية يعتبر “من الطراز القديم”.

على هذا النحو، اختارت خدمات السكك الحديدية الوطنية الفرنسية، “SNCF”، في ذلك الوقت إلغاء العديد من الخطوط المحلية لصالح تطوير نقل البضائع، مما يعني أن المسارات في المقاطعة لم تتوقف تماماً.

ومع ذلك، فقد تضاءلت أعداد قطارات الشحن. حيث أنه قبل 20 عاماً، كان 150 قطار شحن يسافر عبر المقاطعة، مقارنة بـ 40 قطاراً فقط اليوم.

ويتزايد شعور السكان باليأس من عودة قطارات الركاب إلى الخطوط المتبقية. ويُنظر إليها الآن على أنها بديل أسرع للسفر بالسيارة حيث تستغرق الرحلات بين “Valence” من “Privas” حالياً ساعة بالحافلة فيما ستكون الرحلة لمدة 20 دقيقة بالقطار.

كل ما يريدونه هو أن تعود القطارات للعمل من جديد بعد أكثر من 50 عاماً. لكن قول ذلك أسهل من فعله.

هل ستعود القطارات إلى أرديش؟

كان من المفترض أن تعود قطارات الركاب مرة أخرى إلى بلدة “لو تيل” في “أرديش” في نهاية عام 2026، منهية بذلك التوقف الذي دام عقوداً.

كان من الممكن أن يكون توسيع خدمة الركاب إلى مقاطعة “أرديش” هو المرحلة النهائية من خطة إعادة فتح خط السكك الحديدية بقيمة 100 مليون يورو التي تدفع تكاليفها منطقة “Occitanie” المجاورة.

ولكن في ديسمبر 2023، تلقى الناشطون ضربة قوية عندما رفض المجلس الإقليمي تعديلين قدمتهما المعارضة أثناء التصويت على ميزانية السكك الحديدية لعام 2035.

وكان أعضاء المجالس اليسارية والمدافعون عن البيئة قد قدموا تعديلاً ينص على أن “الإقليم يؤكد التزامه بعودة القطارات” وأن “الاستثمارات اللازمة للمشروع” مضمونة من بين 2.7 مليار يورو التي تنوي المنطقة تخصيصها له.

كانت السلطات قد خططت في الأصل لإعادة فتح المحطة واستئناف الخدمات في عام 2025. لكن تجديد المنصات بقيمة 2.5 مليون يورو اعتبر “أولوية منخفضة”.

وقالت السلطات المحلية في “أوفيرني-رون-ألب” أيضاً إنه لا يوجد ما يكفي من القطارات للتشغيل في منطقة “أرديش” دون قطع الخدمات في أماكن أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!