اخبار فرنسا-فاز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا بنسبة تزيد عن ثلث الأصوات في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، مما يعكس تحديًا كبيرًا للحكومة الفرنسية الحالية ويفتح الباب أمام تغييرات سياسية كبيرة قد تؤثر على حياة الفرنسيين. فماذا تعني هذه النتائج لمستقبل فرنسا؟

بداية جديدة ومنافسة سياسية

في أعقاب الفوز الساحق لحزب التجمع الوطني بنسبة 31.47% من الأصوات، مقارنة بنسبة 14.5% لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون، قرر الأخير حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة في 30 يونيو و7 يوليو. هذا التصويت سيكون بمثابة استفتاء على صعود اليمين المتطرف، حيث يتساءل الناخبون عما إذا كانوا يريدون بالفعل توليهم المسؤولية.

آفاق “التعايش السياسي”

رغم أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية منفصلة في فرنسا، سيظل ماكرون في منصبه كرئيس، إلا أن فوز اليمين المتطرف بأغلبية في البرلمان قد يؤدي إلى “تعايش” سياسي مع حكومة يقودها رئيس وزراء من اليمين المتطرف، وربما يكون جوردان بارديلا.

سياسات الحزب وتوجهاته

تأسس حزب التجمع الوطني في 1972 على يد جان ماري لوبان، وانتقل من مجموعة هامشية إلى قوة انتخابية رئيسية مع مارين لوبان التي تولت قيادة الحزب في 2012. ركزت سياسات الحزب على الهجرة، الإسلام، القانون والنظام، مع تحقيق مكاسب انتخابية على المستويات المحلية والأوروبية.

يمتلك الحزب حاليًا 89 نائبًا في الجمعية الوطنية، ويحتاج إلى 289 نائبًا لتحقيق الأغلبية المطلقة. رغم أن مارين لوبان لا تزال عضوًا في البرلمان وتعتزم الترشح للرئاسة في 2027، فإن إدارة الحزب اليومية أصبحت في يد جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عامًا.

برنامج الحزب وتأثيره المحتمل

الهجرة والقانون والنظام:

إعادة كتابة قوانين الهجرة الفرنسية.

إصلاح شامل لنظام التأشيرات وبطاقات الإقامة.

زيادة عدد ضباط الشرطة وتسليح الشرطة البلدية في المدن الكبيرة.

زيادة أماكن السجون وفرض الحد الأدنى من الأحكام على الجرائم.

الاقتصاد والطاقة:

انسحاب من اتفاقيات التجارة الحرة.

دعم الطاقة النووية وإخراج فرنسا من سوق الطاقة الأوروبية.

معارضة تطوير مناطق مرورية منخفضة الانبعاثات.

الاتحاد الأوروبي:

معارضة للهجرة الجماعية وزيادة الرقابة على الحدود.

السعي لتقديم سياسات حمائية و”فرنسا أولاً”.

الاستفتاء على أولوية الدستور الفرنسي على قرارات القضاة الأوروبيين.

ماذا يعني هذا للأجانب في فرنسا؟

سياسة الهجرة الصارمة للحزب قد تؤثر بشكل كبير على الأجانب الذين يعيشون في فرنسا أو يخططون للانتقال إليها، بما في ذلك تقييد التأشيرات وبطاقات الإقامة للأجانب الذين لا يعملون.

ماذا بعد؟

في ظل هذا التحول السياسي، يتطلع الجميع إلى نتائج الانتخابات المقبلة وكيف ستشكل مستقبل فرنسا. فهل ستتمكن الحكومة اليمينية المتطرفة من تنفيذ أجندتها؟ وهل سيكون لذلك تأثير إيجابي أم سلبي على البلاد؟

الوقت فقط سيكشف عن الأثر الفعلي لفوز حزب التجمع الوطني على فرنسا ومستقبلها السياسي والاجتماعي.

.اقرأ أيضاً:

ارتفاع فواتير الغاز في فرنسا بنسبة 12% اعتباراً من هذا التاريخ!

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version