اخبار فرنسا- دافعت فرنسا عن قرارها بمنح الجنسية الفرنسية “لبافيل دوروف”، رئيس تطبيق المراسلة عبر الإنترنت المثير للجدل تيليجرام، والذي تم القبض عليه بالقرب من باريس الشهر الماضي.
أصبح “دوروف” مواطناً فرنسياً في أغسطس 2021 باستخدام آلية قليلة الاستخدام تعرف باسم مسار “الأجنبي الاستثنائي” أو étranger émérite
ولد روسياً ولكنه يحمل أيضاً جنسية فرنسا والإمارات العربية المتحدة وسانت كيتس ونيفيس.
تسمح حالة étranger émérite للأشخاص الذين لديهم مستوى متوسط على الأقل من الفرنسية بالحصول على جنسية سريعة إذا كان عملهم يجلب اعترافاً دولياً أو تحسناً اقتصادياً أو هيبة لفرنسا.
هذه العملية نادرة وعادة ما تستخدم للرياضيين والمشاهير وأصحاب الأعمال، وهي مبادرة من وزارة الخارجية الفرنسية.
لا يشترط من الأشخاص الذين يحصلون على الجنسية بهذه الطريقة أن يكونوا قد عاشوا في فرنسا (على الرغم من أن بعض الحاصلين عليها عاشوا فيها)، ولا أن يقيموا في البلاد بعد الحصول عليها.
لقد تكثف التدقيق في طلب السيد دوروف وجنسيته منذ اعتقاله في مطار لو بورجيه في 24 أغسطس.
ويجري استجوابه كجزء من تحقيق قضائي في 12 تهمة تتعلق بالجريمة المنظمة، بما في ذلك “التواطؤ في توزيع محتوى غير قانوني (إباحية الأطفال، والمخدرات، وما إلى ذلك)” و “رفض الاستجابة للقانون … لغرض واستخدام التنصت المسموح به بموجب القانون”.
Telegram هو تطبيق مراسلة مشفر جزئياً ولا يتمتع باعتدال كبير، مما يعني أنه غالباً ما يستخدمه المجرمون في أنشطة غير مشروعة (بما في ذلك البث غير القانوني للمباريات الرياضية والمحتوى عبر الإنترنت، وبيع المخدرات والأسلحة، ومشاركة المواد الإباحية والمعلومات الإرهابية).
يقع المقر الرئيسي لشركة Telegram في الإمارات العربية المتحدة، مما يسمح له أيضاً بالهروب من لوائح الاتصالات الأكثر صرامة الموجودة في بلدان أخرى.
يجب “دعوة” الأشخاص إلى فرنسا بموجب نظام الجنسية
تنص شروط الحصول على الجنسية عبر مسار الأجنبي المقيم على أنه “يمكن منح الجنسية للأجنبي الناطق بالفرنسية الذي يساهم من خلال عمله المتميز في تأثير فرنسا وازدهار علاقاتها الاقتصادية الدولية”
“يمكن أن يكون هذا شخصية معروفة أو مدير شركة يتم الاعتراف بعمله في هذا المجال. هذا الإجراء استثنائي ويبدأه وزير الخارجية”، كما جاء على موقع الحكومة الذي يشرح العملية.
إنه أمر نادر حيث تقوم الوزارة بتقييم حوالي 10 إلى 20 حالة فقط سنوياً.
من بين الوجوه الشهيرة التي حصلت على الجنسية بهذه الطريقة إيفان شبيجل، المؤسس المشارك لتطبيق التواصل الاجتماعي سناب شات، والمؤلف جوناثان ليتيل، وكلاهما أمريكي، بالإضافة إلى لاعب الرجبي الجنوب أفريقي ماكس فان دايك.
كما حصل الجنود الأمريكيون الثلاثة (أنتوني سادلر وأليك سكارلاتوس وسبنسر ستون) الذين أوقفوا هجوماً إرهابياً في عام 2015 على قطار بين أمستردام وباريس على الجنسية عبر هذا الطريق.
حصلوا أولاً على وسام جوقة الشرف، ولكن بعد عدة رحلات ذهاباً وإياباً إلى فرنسا تم تجنيسهم.
أصبح السيد دوروف مواطناً فرنسياً في أغسطس 2021، بعد اجتيازه امتحان اللغة الفرنسية B1 في الإمارات العربية المتحدة في عام 2020.
تم فحص طلب السيد دوروف للحصول على الجنسية الفرنسية على أعلى مستوى، وفقاً لمصدر من منظمة التحالف الفرنسي في الإمارات العربية المتحدة حيث تعلم السيد دوروف الفرنسية، لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر “تدخلت القنصلية مسبقاً. سألونا عن التواريخ التالية للاختبارات الفرنسية – لكنهم لم يعطونا على الفور اسم الشخص المعني.
“الدبلوماسيون هنا محترفون للغاية. شعرت أن هناك بعض التوتر وبعض الضغط. فهمت أنه كان قادماً من أعلى مستوى.”
وتبين أن الاهتمام كان قادما من الرئيس ماكرون نفسه، الذي التقى السيد دوروف وتحدث عنه وعن رواد الأعمال المماثلين بشكل إيجابي.
ونفت وزارة الخارجية أي “معاملة خاصة” للسيد دوروف، مؤكدة أن الطلب اتبع العملية العادية.
كما قال الرئيس ماكرون – منذ اعتقال السيد دوروف – إنه “لم يكن على علم تماماً” بقدوم رئيس تيليجرام إلى فرنسا، وأن “هذا أمر طبيعي” في بلد حيث يوجد “فصل للسلطات”.
وأضاف أنه “أيد تماماً” قرار منح المؤسس الجنسية الفرنسية، وقال إن وكانت جهود المؤسس لتعلم اللغة الفرنسية جديرة بالثناء.
