اخبار فرنسا- يعد منبع فولفيك الواقع وسط فرنسا مصدراً للمياه المعدنية المشهورة في جميع أنحاء العالم، لكنه أصبح اليوم مثار خلاف بين السكان المحليين وبين شركة دانون التي تعبئ المياه عبر مصنعها في قرية أوفيرون القريبة من موقع فولفيك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويحذر سكان محليون وجيولوجيون من أن الشركة قد سحبت كميات كبيرة من المياه، ما يعرض المنطقة بكاملها للخطر.
ويقول أحد السكان المحليين، بيار غروديكور، مشيراً إلى المياه المتدفقة خارج المنزل الذي وُلد فيه في لي مولان بلان: “كانت المياه تصل إلى مستوى الركبتين وكان يمكن للمجرى أن يشغل طاحونتين”.
وأضاف أن الطواحين اختفت منذ وقت طويل وغالباً ما يكون مجرى النهر جافاً.
وقال عالم الجيولوجيا روبير دوران لوكالة “الصحافة الفرنسية” إن متوسط معدل التدفق في منبع فولفيك انخفض إلى 50 لتراً في الثانية وهو أقل بكثير من مستوى 470 لتراً في الثانية الذي تم قياسه عام 1927.
ويؤثر نقص المياه على التنوع البيولوجي في المنطقة من خلال تقليل الرطوبة الطبيعية للتلال الحرجية.
وأوضح كريستيان أمبلار الخبير في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في كليرمون – فيران، العاصمة التاريخية لأوفيرن “يمكن وصف ذلك بأنه بداية التصحر”.
كما أنه ونتيجة لانخفاض مستوى المياه، تم إيقاف تشغيل النوافير العامة وفرضت السلطات حظراً على استعمال خراطيم المياه وحظرت ملء حمامات السباحة في 31 منطقة مجاورة لفولفيك.
ومع ذلك، فإن شركة دانون التي تدير فولفيك معفاة من قيود المياه المفروضة على السكان المحليين.
وتصر الشركة على أنها تستخدم 22 في المائة فقط من المياه المحلية مع أخذ 50 في المائة من نظام المياه العام.
مدعيةً في بيان لها أن “أنشطة فولفيك التي تتم في اتجاه مجرى النهر من مصدر مياه الشرب، ليس لها تأثير على توفر نظام مياه الشرب في المنطقة”.
من جهته، نفى مكتب محافظ الحكومة المحلية الذي يحدد الحصة السنوية لشركة فولفيك أي صلة بين الشركة والقيود المفروضة على المياه.
وألقى باللوم على نقص الأمطار قائلاً إنه كان أقل بنسبة 24 في المائة من المتوسط في عام 2022.
وأضاف أن القيود المفروضة على استخدام المياه “وقائية وتهدف إلى خفض الاستهلاك من أجل تجنب توترات أكبر في الإمدادات”.