اخبار فرنسا-في ليلة البارحة، قضت عشرات العائلات المهاجرة الليلة في العراء أمام ساحة بلدية باريس، وسط العاصمة، في مظاهرة مؤثرة دعمتها جمعيات محلية تندد بالفشل في توفير حلول إسكان للمهاجرين المنكوبين، بحسب تصريحاتها. تأتي هذه الوقفة الاحتجاجية في سياق متكرر لمطالبة الجمعيات بحق المهاجرين في الحصول على سكن، حيث يجدون أنفسهم في تجمعات غير منظمة على أطراف العاصمة.

تجمع نحو 150 شخصا في قلب باريس، أمام ساحة البلدية في الدائرة الرابعة، لقضاء الليلة من دون مأوى أو حماية من الطقس الماطر، مع استخدام بعض الأقمشة المشمعة كوسيلة للحماية من الرطوبة. “لا ترغب هذه العائلات بالمختبئ، إنهم مرهقون، والدولة تظل صامتة”، وفقًا لتصريحات جمعية “يوتوبيا 56” التي تقدم الدعم للمهاجرين في فرنسا. بين هذه العائلات، يوجد حوالي 20 قاصراً غير مرافق لهم، وأطفال صغار بما في ذلك رضع لم يبلغوا عامهم الأول، بالإضافة إلى أطفال تحت سن الثلاث سنوات.

نشر نشطاء من جمعية “يوتوبيا 56” صورًا للعائلات التي نامت على الأرض، مرفقة بتعليق يشير إلى أن أكثر من 50 طفلاً يوجدون هناك، مع التساؤل عن من سيذهب إلى المدرسة في اليوم التالي. مسؤول التواصل في الجمعية، نيكولاي بونير، أكد أن الشرطة لن تتدخل ما لم يتم تركيب الخيام، مشيرًا إلى أن المهاجرين ينتمون بشكل رئيسي إلى الجنسيات المغربية وأفريقيا جنوب الصحراء.

هذه العائلات، التي تضم وافدين جدد ولاجئين وأشخاص بلا أوراق رسمية وطالبي لجوء، يواجهون صعوبة في العثور على سكن، خصوصًا بعد إغلاق مركز “lieux unique” في الدائرة 20 الذي كان يستضيفهم لمدة ثلاثة أشهر. هذا المركز، الذي وصفته الجمعية بأنه “استجابة عملية ومدنية للعنف في الشوارع”، كان مأوى لمئات النساء والرجال والأطفال.

تشير الجمعية إلى أن السلطات الفرنسية فككت خلال الأشهر الثلاثة الماضية أربعة مخيمات في المنطقة الباريسية، دون تقديم حلول بديلة للمهاجرين. ومع اقتراب موعد الألعاب الأولمبية، يحذر نشطاء في تجمع “Revers de la médaille” من تأثير استضافة هذا الحدث على العاصمة، مشيرين إلى سياسات الإقصاء الاجتماعي وسوء المعاملة تجاه الأشخاص في الشوارع.

في الأسابيع الأخيرة، وثق مهاجرون تدخلًا عنيفًا للشرطة في مخيم للمهاجرين شمال باريس، مع استخدام الغاز المسيل للدموع ضد الشباب الذين استفسروا عن سبب اقتحام المخيم في وقت مبكر من الصباح. ويشير تقرير نشرته جمعيات إلى تكرار حالات العنف اللفظي والجسدي خلال عمليات إخلاء المخيمات، مما يعكس الظروف الصعبة التي يواجهها المهاجرون في فرنسا.

.اقرأ أيضاً:

هل يحتاج الأجانب في فرنسا إلى الإعلان عن حساباتهم المصرفية الأجنبية لضابط الضرائب الفرنسي!

شاركها.
اترك تعليقاً
Exit mobile version