فرنسا

صراع الأصوات في فرنسا..توزيع الأصوات الدينية في الانتخابات الأوروبية والتشريعية

اخبار فرنسا-منذ إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة بعد هزيمة حزبه في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، حيث حصل حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف على 34% من الأصوات، تعيش فرنسا في حالة ترقب وتوتر. هذا الإعلان جاء في ظل تظاهرات مناهضة لليمين المتطرف بقيادة جوردان بارديلا، الذي تصدرت استطلاعات الرأي تقديراته بحصوله على 36% من الأصوات.

في الوقت الذي تتقدم فيه الانتخابات التشريعية المبكرة المزمع إجراؤها في 30 يونيو، تزداد الأجواء سخونة مع تعدد الأحداث المتلاحقة. في رسالة وجهها ماكرون للشعب الفرنسي يوم الأحد الماضي، حاول تفسير قراره بحل البرلمان وحذر من خطر الانزلاق نحو حرب أهلية في حال سيطرة الأطراف المتطرفة على الحكومة.

نتائج استطلاعات الرأي وتوزيع الأصوات

أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف يتصدر نوايا التصويت بنسبة 36%، مما قد يؤمن له ما بين 220 إلى 260 مقعداً في البرلمان. في المرتبة الثانية جاء “تحالف الجبهة الشعبية الجديدة” المكون من أحزاب اليسار بنسبة 28.5%، بينما حل حزب ماكرون “معاً” بنسبة 21%، مما قد يؤمن له ما بين 25 و50 مقعداً.

تغيرات في أنماط التصويت الدينية

تحول الصوت اليهودي

شهدت السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في التصويت بين أبناء الطائفة اليهودية الفرنسية. بينما كان التصويت سابقاً يميل نحو اليمين الجمهوري، فإن حزب “التجمع الوطني” استطاع جذب نسبة كبيرة من أصوات اليهود. وفقاً للباحث جيروم فوركيه، حصل حزب لوبن في انتخابات 2002 على 6% فقط من أصوات اليهود، بينما ارتفعت النسبة في الانتخابات الأخيرة بشكل ملحوظ.

توجهات التصويت الكاثوليكي

الكاثوليك في فرنسا، الذين كانوا تقليدياً يصوتون لليمين الجمهوري، بدأوا في التحول نحو أقصى اليمين. وفقاً لصحيفة “لاكروا”، تراجعت نسبة الكاثوليك الملتزمين من 70% في عام 1981 إلى 32% في 2018، وأظهر آخر استطلاع للرأي أن 18% منهم يصوتون لحزب لوبن.

أصوات المسلمين

أما الناخبون المسلمون، فقد اتجهت أصواتهم بشكل كبير نحو “تحالف الجبهة الشعبية الجديدة”. في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، صوت 74% من المسلمين لهذا التحالف، بينما بلغت نسبة الامتناع عن التصويت 59%. هذا الاتجاه يعكس تأثر الناخبين المسلمين بالأوضاع في فلسطين والتحديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

السيناريوهات المحتملة

فوز “التجمع الوطني” بالأغلبية

في حال حصول “التجمع الوطني” على الأغلبية، سيشكل جوردان بارديلا الحكومة ويصبح رئيس الوزراء، مما يخلق حكومة تعايش مع رئاسة ماكرون. ومع ذلك، قد يواجه الحزب صعوبة في تنفيذ سياساته بسبب صلاحيات الرئيس الدستورية.

عدم حصول أي حزب على الأغلبية

في حال عدم حصول أي حزب على الأغلبية، قد تتشكل حكومة تكنوقراط لتسيير الأعمال. هذا السيناريو يضع البلاد أمام حالة من عدم الاستقرار السياسي.

تعيش فرنسا مرحلة حرجة تتطلب تحالفات جديدة وتوافقات بين القوى السياسية المختلفة لتجنب الانزلاق نحو التطرف السياسي.

يعكس المشهد الانتخابي الحالي تغييرات عميقة في أنماط التصويت والانتماءات الدينية، مما يعيد تشكيل الخريطة السياسية في البلاد.

.اقرأ أيضاً:

 

اختطاف عجوز جزائرية في فرنسا يثير الذعر ويكشف عن خلفيات مقلقة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!