اخبار فرنسا-تشهد مخيمات اللاجئين والمهاجرين في فرنسا تزايدًا مقلقًا في أعمال العنف، والتي تُرجعها المنظمات الحقوقية إلى الظروف المعيشية القاسية والسياسات المتبعة من قبل السلطات. وتبرز سياسة “عدم الاستقبال” التي تنتهجها الحكومة الفرنسية كأحد الأسباب الرئيسية لهذا التصاعد في التوتر والعنف.

في الأيام الأخيرة، أصيب ثلاثة مهاجرين سودانيين بجروح في حوادث إطلاق نار منفصلة بشمال فرنسا. وترجح السلطات أن هذه الحوادث ناتجة عن صراعات داخلية بين المهاجرين، حيث تشتد المواجهات بين الأفغان والسودانيين وفقًا لتقارير “مهاجر نيوز” المتخصصة في شؤون اللاجئين.

الجمعيات الحقوقية أشارت إلى أن هذه السياسة التي تتبعها السلطات الفرنسية، والتي تعني رفض استقبال وتوفير الدعم الكافي للمهاجرين، تؤدي إلى خلق بيئة مشحونة بالتوتر، حيث يُدفع المهاجرون، الذين غالبًا ما يكونون ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر، إلى ارتكاب أعمال عنف.

العنف بين الأفغان والسودانيين

في الأسبوع الماضي، تعرض اثنان من اللاجئين السودانيين لإطلاق نار في مخيم كاليه، حيث تم العثور عليهما في موقعين مختلفين يفصل بينهما خمسة كيلومترات. وتم نقل الضحايا إلى المستشفى بواسطة خدمات الطوارئ. وبحسب المدعي العام في محكمة بولوني، جيريك لو براس، فإن أحد الضحايا كان يبلغ من العمر 18 عامًا وأصيب في الفخذ، بينما الآخر، البالغ 16 عامًا، أصيب في الركبة.

في حادث آخر، تعرض مهاجر سوداني ثالث لإطلاق نار في ساقه بالقرب من مخيم لون بلاج. وعلى الرغم من أن حالته الصحية لا تشكل خطرًا، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية دون توفر شهود على الحادثة.

سياسة “عدم الاستقبال” وتأثيرها على الوضع الإنساني

تعكس هذه الحوادث المتزايدة التدهور المستمر في أوضاع المخيمات، حيث يعيش آلاف المهاجرين في ظروف غير إنسانية بانتظار فرصة الوصول إلى المملكة المتحدة. ومنذ بداية العام، تكررت حوادث العنف والقتل في هذه المخيمات، مما يعكس مدى تأثير سياسة “عدم الاستقبال” على تصاعد التوتر والعنف.

توماس شامبون، منسق جمعية يوتوبيا 56 في جراند سينث، أكد على زيادة العنف بين المهاجرين مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذه الاشتباكات ليست نتيجة كراهية بين المهاجرين أنفسهم، بل تعكس الظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب نقص الدعم والخدمات الأساسية.

وأوضح شامبون أن سياسة “عدم الاستقبال” تساهم في تفاقم معاناة المهاجرين، حيث تجعلهم عرضة للاستغلال من قبل شبكات الاتجار بالبشر. وتفاقم الأوضاع المعيشية في المخيمات، من نقص الغذاء والماء والمأوى، يزيد من حدة التوتر والصراعات بينهم.

النقل الجماعي للمهاجرين إلى بريطانيا

مع اقتراب فصل الصيف، يستغل المهربون الوضع لتنظيم مزيد من عمليات نقل المهاجرين عبر القنال الإنجليزي إلى بريطانيا. وتشير إحصاءات وزارة الداخلية البريطانية إلى وصول 1172 مهاجرًا إلى بريطانيا الأسبوع الماضي، منهم 700 في يوم واحد.

توضح هذه الأرقام حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة على الحدود الفرنسية، والتي تظل بدون حل في الأفق، مما يزيد من الحاجة إلى مراجعة السياسات المتبعة لتخفيف معاناة هؤلاء المهاجرين.

.اقرأ أيضاً:

شركة طيران تطلق اشتراكاً سنوياً مذهلاً.. رحلات غير محدودة من وإلى فرنسا وأوروبا!

 

شاركها.
اترك تعليقاً
Exit mobile version