اخبار فرنسا- حذرت منظمة حقوقية من ضرورة إلغاء زنازين الحبس الانفرادي التي تستخدم عادة كعقوبة في السجون الفرنسية، ووصفت “الانتهاكات الخطيرة والمتعددة” لكرامة السجناء وحقوقهم الأساسية.
وقال الفرع الفرنسي للمرصد الدولي للسجون، في تقرير حديث، إن نصف العقوبات التي قررتها اللجان التأديبية للسجون عام 2022، أدت إلى الحبس الانفرادي.
وحسبت أن السجناء أمضوا أكثر من 100 ألف يوم في زنزانات توفر ظروفاً “غير إنسانية” مع “أثاث مثبت على الأرض، ونوافذ لا تسمح بدخول الضوء إلا بالكاد، وعزلة تامة، وساعة واحدة يومياً في الخارج في “فناء للمشي”. ولا توجد معدات لممارسة الرياضة.
وتتعارض هذه الممارسة مع توصيات مجلس أوروبا، التي تقول إنه يجب فرض العزلة الانفرادية كعقوبة “فقط في حالات استثنائية، ولفترة زمنية محددة، يجب أن تكون قصيرة قدر الإمكان”.
يكمن في قلب النظام الجزائي الفرنسي عدد كبير من الجرائم، بدءاً من المخالفات الخطيرة إلى الأمور التي تبدو تافهة مثل مخالفات قواعد اللباس أو الاضطرابات البسيطة.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن الطبيعة الغامضة لهذه الجرائم تؤدي في كثير من الأحيان إلى التنفيذ التعسفي وعدم مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة تجاه المتهمين.
إساءة استخدام القواعد التأديبية
وزعم مكتب برنامج العراق أن التحقيقات في المخالفات المزعومة غالباً ما تكون عابرة، مع القليل من الاهتمام بجمع أدلة شاملة أو النظر في العوامل المخففة.
وقالت إن العملية التأديبية نفسها اتسمت بالاختلالات، حيث يتولى رؤساء حراس السجن في كثير من الأحيان دور القاضي والمتهم، مما لا يترك مجالاً كبيراً لجلسات استماع عادلة أو استئنافات ذات معنى.
كما أدانت المنظمة غير الحكومية “العديد من حالات العنف والبلطجة التي ارتكبها حراس السجن” والتي تم الإبلاغ عنها إلى مكتب برنامج العراق وهيئات الرقابة الرسمية.
أكد مكتب برنامج السلام، نقلاً عن دراسة أكاديمية أجريت عام 2018، أن محاولات الانتحار أكثر شيوعاً بـ 15 مرة في الحبس الانفرادي مقارنة بظروف الاحتجاز العادية.
وقد أقر المدافعون عن حقوق الإنسان بإحراز بعض التقدم، حيث أصبح القضاة قادرين على التحقق من قرارات سلطات السجن والمحامين المسموح لهم بالمثول أمام اللجان التأديبية.
لكنهم أشاروا أيضاً إلى قائمة متزايدة باستمرار من الجرائم التي يعاقب عليها القانون في السجن، والتي وصفوا بعضها بأنها “تعسفية”، بما في ذلك اللغة المتعلقة بـ “الحفاظ على النظام” أو “السير الطبيعي” للسجن.
وأشار مكتب برنامج حقوق الإنسان إلى أنه يمكن معاقبة السجناء على جرائم بسيطة، بما في ذلك الملابس التي يحكم عليها بأنها غير لائقة، أو سد ثقوب الباب في زنازينهم، أو رفض خفض صوت الراديو الخاص بهم.
ودعت الهيئة إلى اتخاذ تدابير تشمل خفض عدد السلوكيات التي يعاقب عليها القانون في السجن أو تقديم عملية استئناف.
وصل عدد نزلاء السجون في فرنسا إلى رقم قياسي جديد بلغ حوالي 76 ألف سجين في 1 يناير 2024.