اخبار فرنسا- رفضت محكمة فرنسية استئنافاً قدمه زوجان مسنان حصلا على 150 يورو مقابل قناع غابوني نادر بيع لاحقاً بأكثر من 4 ملايين يورو في مزاد علني.
وزعم الزوجان أن تاجر الأعمال الفنية الذي اشترى القناع منهما فشل “في التزامه بتقديم معلومات ما قبل التعاقد” وارتكب “خرقاً للموافقة”.
حيث سعوا إلى إلغاء بيع القناع وطلبوا تسليم عائدات المزاد لهم، لكن محكمة في “Alès” بجنوب فرنسا أيدت شروط البيع في قرار صدر يوم الثلاثاء.
وقالت المحكمة في إن الزوجين احتفظا بالقناع في العلية ولم يستعينا بأي خبراء للتأكد من “القيمة التاريخية والفنية الحقيقية” للقناع قبل الاتفاق على السعر مع التاجر.
كما أضافت المحكمة إن تاجر الأعمال الفنية لم يكن لديه معرفة محددة بالفن الأفريقي ولا أي معرفة مسبقة بـ “القيمة الفريدة” للقناع، مشيرة إلى حقيقة أنه قام بتقييمه من قبل العديد من دور المزادات، وحصل في النهاية على تقييم يتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف يورو.
وانتقدت المحكمة أصحاب المنزل بسبب “إهمالهم وعدم مبالاتهم”، قائلة إنهم كانوا في عجلة من أمرهم لبيع العقار الذي حفظو فيه القناع، ولم ينتبهوا للأشياء الموجودة بداخله.
السيد والسيدة “فورنييه” الرجل البالغ من العمر 88 عاماً وزوجته البالغة من العمر 81 عاماً، عرضا للبيع قناعاً أفريقياً قديماً، ورث من جد “فورنييه”.
كان الجد، “رينيه فيكتور إدوارد موريس فورنييه”، قد شغل منصب الحاكم الاستعماري في وسط أفريقيا خلال أوائل القرن العشرين، عندما كانت أجزاء كبيرة من القارة تحت الحكم الاستعماري الفرنسي.
وتظهر وثائق المحكمة أنه في سبتمبر 2021، باعت عائلة “فورنييه” قناعها إلى تاجر سلع مستعملة مقابل 150 يورو، وذلك وفقاً لمحاميهم “فريديريك مانسات جافري”، لم يكن الزوجان على علم بالقيمة السوقية للقناع ويعتقدان أن التاجر كان يعرض سعراً عادلاً.
وقال محاميهم إنهم علموا، بعد بضعة أشهر، من خلال مقال صحفي أن قناعهم القديم سيُباع بالمزاد العلني، وأن قيمته أكبر بكثير مما دفعه التاجر.
وبعد يومين من هذا الاكتشاف، بيع القناع بمبلغ 4.2 مليون يورو، حسبما أظهر إيصال البيع الذي تمت مشاركته مع شبكة CNN.
ورفعت عائلة “فورنييه” دعوى مدنية ضد التاجر، لكنها خسرتها في عام 2022 وأمرت بدفع تكاليف المحكمة، كما أمرتهم المحكمة يوم الثلاثاء بدفع التكاليف المتعلقة باستئنافهم الفاشل.
وبالإضافة إلى ذلك، رفضت المحكمة طلباً من الحكومة الغابونية بتعليق الإجراءات.
حيث رفعت الجابون دعوى قضائية منفصلة للتعامل مع البضائع المسروقة، متهمة سلف السيد “فورنييه” بسرقة القناع وبالتالي لم يكن المالك الشرعي له أبداً، حسبما قالت إحدى المحامين الذين يمثلون الجابون “أوليفيا بيتو بي إيفي”.
وقال “بيتو بي إيفي” إن القناع هو قطعة أثرية نادرة للغاية ذات قيمة روحية كبيرة للشعب الجابوني.
يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وكانت تنتمي إلى مجتمع “نجيل” القوي، وهي مجموعة سرية مكلفة بإدارة العدالة داخل مجتمعات “فانغ” في الجابون.
وقالت بيتوي بي إيفي: “بالنسبة للغربيين، يعتبر القناع قطعة فنية، ولكن بالنسبة للأفارقة، وبالنسبة للجابونيين… فهو شيء طقسي يستخدم لضمان السلام في المجتمع، إنه مهم للغاية”.