هذا ما كسبته فرنسا على الصعيد الاقتصادي من أولمبياد باريس!

اخبار فرنسا-تشير المؤشرات الاقتصادية إلى أن فرنسا قد حققت مكاسب ملموسة من استضافة دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024. فقد شهد الاقتصاد الفرنسي انتعاشًا ملحوظًا بفضل تدفق الزوار وزيادة الإنفاق في قطاعات متنوعة، مثل الفنادق، المطاعم، والمتاحف. وزيرة السياحة الفرنسية، أوليفيا جريجوار، أكدت في حديثها لصحيفة “لا تريبيون ديمانش” أن الإنفاق على الفنادق في المدن المستضيفة للألعاب ارتفع بنسبة 16% مقارنة بالعام الماضي، بينما قفزت مبيعات السياحة في المتاحف والمطاعم بنسبة 25% على أساس سنوي.
نمو اقتصادي مدفوع بالألعاب الأولمبية
توقع بنك فرنسا أن يسهم أولمبياد باريس بنحو 0.25% من النمو الاقتصادي المتوقع في الربع الثالث من العام، والذي يتراوح بين 0.35% و0.45%. كما أشار معهد الإحصاء الوطني إلى أن مساهمة الألعاب قد تصل إلى 0.3% في نمو الاقتصاد خلال نفس الفترة، مما قد يرفع النمو الإجمالي إلى 0.5%. هذا الانتعاش الاقتصادي تأكد أيضًا من خلال بيانات شركة “فيزا”، التي أظهرت زيادة في الإنفاق الاستهلاكي بأكثر من 20% خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى للألعاب، وارتفاع الإنفاق المرتبط بالزوار الأجانب بنسبة 29%.
تحسن في البيانات الاقتصادية رغم التحديات
بينما أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة تحسنًا في بعض المجالات، مثل انخفاض معدل البطالة إلى 7.3% في الربع الثاني وارتفاع التضخم السنوي إلى 2.3% في يوليو، يبقى الوضع السياسي مصدر قلق. فرغم المكاسب الاقتصادية، يستمر تأثير الأوضاع السياسية غير المستقرة على قرارات التوظيف والاستثمار. وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد دعا إلى انتخابات تشريعية لم تسفر عن أغلبية واضحة، مما أدى إلى برلمان معلق يعرقل سياسات ماكرون الداعمة للنمو.
أسواق الأسهم تحت ضغط الشكوك السياسية
على الرغم من التحسن الاقتصادي، لا تزال الأسواق المالية الفرنسية تحت ضغط بسبب الشكوك السياسية المستمرة. فقد انخفض مؤشر “كاك 40” بنسبة 10% منذ الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي في يونيو، وتراجع مؤشر “يورو ستوكس 600” بنسبة 5% في نفس الفترة. وعانى القطاع المصرفي والأسهم الاستهلاكية الفاخرة من تراجع، وسط مخاوف بشأن التأثيرات السياسية المحتملة والتباطؤ الاقتصادي العالمي.
التفاؤل بالمستقبل بفضل الأولمبياد
رغم كل التحديات، أسهمت دورة الألعاب الأولمبية في باريس في تعزيز ثقة الأعمال واستقرار الاقتصاد الفرنسي مؤقتًا. ومع التحسن في الإنفاق الاستهلاكي والانتعاش الاقتصادي، يمكن أن تشهد أرباح الشركات انتعاشًا في الربع الثالث، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة للنمو في القطاعات المرتبطة بالأولمبياد، مثل المنتجات الفاخرة والطيران.
في نهاية المطاف، تظل الألعاب الأولمبية فرصة مهمة لتعزيز الاقتصاد الفرنسي، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
.اقرأ أيضاً:
لماذا يعتبر يوم الخميس 15 أغسطس عطلة رسمية في فرنسا!