فرنسا

أزمة مأساوية في ليون.. أمهات وأطفال حديثو الولادة بلا مأوى

اخبار فرنسا-لم يسبق لمدينة ليون، ثالث أكبر مدن فرنسا، أن شهدت وضعاً مأساوياً كهذا، حيث تجد نساء مع أطفالهن حديثي الولادة أنفسهن بلا مأوى في الشوارع.

تعود جذور هذه الأزمة إلى النقص الحاد في أماكن الإيواء الطارئة، مما دفع بالكثير من الأمهات المعزولات إلى العيش في ظروف قاسية وغير مسبوقة. هذه الأزمة تتفاقم بفعل سياسات جديدة فرضتها السلطات المحلية، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً.

قبل أسابيع قليلة فقط من ولادته، أمضى الرضيع أبو بكر ليلته الأولى على الرصيف في ليون، بينما كانت والدته الغانيّة، التي لا تزال تتعافى من عملية قيصرية، تحرسه بقلق بالغ.

تقول الأم الشابة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خشية التأثير على طلبها للجوء: “كنت خائفة للغاية”. رغم أن خدمات الطوارئ وجهتها إلى مركز للإيواء الجماعي، إلا أن إقامتها هناك مؤقتة ولا تعلم ما سيحدث بعد مغادرتها.

وتؤكد مود بيغو، المديرة التنفيذية لجمعية “سامو سوسيال” التي تعنى بمساعدة الفقراء، أن الوضع لم يكن بهذا السوء من قبل، حيث تضطر الآن لترك أطفال حديثي الولادة في الشوارع. تروي بيغو موقفاً مؤثراً حدث مؤخراً، حيث التقت بوالدة لطفل عمره خمسة أيام أمام دار حضانة، مشيرة إلى أنها أخذت رقم هاتفها على أمل إيجاد حل قريب.

أصبحت الأزمة أكثر تفاقماً في ليون بعد أن أوقفت السلطات المحلية تقديم الرعاية الجديدة للنساء الحوامل والمُعيلات لأطفال دون الثالثة من العمر في منتصف يوليو/تموز.

وقد زادت الأمور سوءاً بعد تعديل المعايير من قِبل السلطات الإقليمية، حيث بات يُشترط أن تكون المرأة مريضة أو في خطر لتُعتبر من الفئات الضعيفة التي تستحق الحماية.

ترجع الأزمة الأساسية إلى النقص الشديد في المساكن الاجتماعية في فرنسا، مما يجعل الأشخاص الذين يدخلون أماكن الإيواء الطارئ عالقين فيها لفترات طويلة.

وبحسب بيغو، فإن النظام بأكمله يعاني من اختلال كبير. ومع زيادة الضغط على النظام بسبب قرارات السلطات المحلية، أصبح من المستحيل تقريباً تلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.

.اقرأ أيضاً:

موجة من الإضرابات والاحتجاجات تلوح في أفق فرنسا هذا الخريف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!