فرنسا تواجه مستقبلاً غامضاً.. أربعة سيناريوهات لتشكيل الحكومة الجديدة

اخبار فرنسا-من سيشغل منصب رئيس الوزراء في فرنسا؟ هذا هو السؤال الشائك الذي يطرح نفسه بعد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة التي أفرزت نتائج مفاجئة. تصدرت كتلة اليسار النتائج، تلاها المعسكر الرئاسي، ثم تحالف التجمع الوطني اليميني المتطرف.
توازن القوى في البرلمان: عقبة أمام تشكيل الحكومة
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة موجهة إلى الفرنسيين نشرت الأربعاء، أن “لم يفز أحد” بهذه الانتخابات، داعيًا “القوى الجمهورية” إلى إظهار مسؤوليتها لبناء أغلبية قوية للبلاد. وأشار إلى ضرورة انتظار “هيكلة مجلس الأمة الجديد لاتخاذ القرارات اللازمة، وفقًا للتقليد الجمهوري”.
السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة
استمرار أتال في منصبه مع استمرار القوى السياسية في تنظيم صفوفها، طلب ماكرون من رئيس وزرائه غابرييل أتال الاحتفاظ بمنصبه لضمان استقرار البلاد. فلا يوجد ما يلزم رئيس الجمهورية بتعيين حكومة جديدة أو مطالبة الحكومة الحالية بالاستقالة.
تشكيل ائتلاف مع عدم وجود أغلبية مطلقة، يمكن اللجوء إلى تشكيل ائتلاف يجمع أكثر من 50% من النواب خلف مرشح واحد لمنصب رئيس الوزراء. لكن قادة اليسار استبعدوا التحالف مع المعسكر الماكروني أو اليمين، فيما يجد المعسكر الرئاسي أن التحالف مع حزب “فرنسا الأبية” أمر غير وارد. ومع خسارة أنصار ماكرون نحو 100 نائب، إلا أنهم يحتفظون بـ168 مقعدًا ويسعون للتقارب مع الجمهوريين لتشكيل تحالف يمكنهم من الحكم.
حكومة أقلية إذا لم تتمكن أي كتلة من تحقيق الأغلبية المطلقة، فإن حكومة أقلية قد تكون الحل. على الرغم من سهولة الإطاحة بها عبر تبني اقتراح بحجب الثقة، فإن حكومة بدون أغلبية مطلقة قد تنجح في الحفاظ على مركزها لفترة أطول بشرط عدم توحد المعارضة لإسقاطها. فقد استمرت حكومة ماكرون منذ عام 2022 بعد رفض اليمين واليسار دعم مقترحات حجب الثقة التي قدمها حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان.
حكومة تكنوقراط إذا لم تتحقق أغلبية واضحة، فقد يتم تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة الشؤون الداخلية واقتراح بعض الإصلاحات. هذه الحكومة ستكون مؤقتة، تتألف من شخصيات ليس لها انتماء سياسي من المجتمع المدني أو كبار الموظفين الحكوميين.
الانسداد المؤسسي: خطر يلوح في الأفق
إذا لم تتمكن الأحزاب من توحيد أصواتها لاختيار رئيس الوزراء، فقد تواجه فرنسا انسدادًا مؤسسيًا يشل الميزانيات السنوية وتبني القوانين الجديدة. وفي حال عدم تحقق أي أغلبية واضحة، قد يضطر ماكرون إلى إعلان حل جديد للبرلمان قبل نهاية ولايته مباشرة.
يواجه المشهد السياسي الفرنسي تحديات كبيرة في تشكيل الحكومة الجديدة في ظل غياب الأغلبية المطلقة. ستبقى البلاد في حالة من الترقب والانتظار لمعرفة كيف ستتطور الأمور في الأشهر المقبلة، وتأمل القوى السياسية في التوصل إلى حلول تسهم في استقرار البلاد ومواصلة العمل على تحقيق الأهداف الوطنية.
.اقرأ أيضاً:
ترحيلات جماعية للمهاجرين المتشردين من باريس قبل أولمبياد 2024..وهذه التفاصيل!