فرنسا

البوابة السرية التي يعتمدها المهاجرين العرب للعبور نحو قلب أوروبا

اخبار فرنسا-فيما تستقبل المجر آلاف المهاجرين بشكل شرعي سنويًا، سواء من خلال تأشيرات العمل أو الدراسة، إلا أن غالبية هؤلاء المهاجرين لا يرون في المجر وجهتهم النهائية. بل يستخدمونها كنقطة انطلاق لتحقيق حلمهم بالوصول إلى أوروبا الغربية، حيث يرون مستقبلًا أكثر استقرارًا وازدهارًا.

رحلة فادي: من سوريا إلى أوروبا عبر المجر

منذ أكثر من سنتين، حاول فادي، شاب سوري في بداية العشرينيات، الهروب من واقع الحرب في سوريا بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا. ولكن بدلاً من المغامرة بالهجرة غير الشرعية، اختار فادي الدراسة كوسيلة شرعية للوصول إلى أوروبا. بعد محاولات عدة للحصول على منح دراسية في دول مختلفة، استقر رأيه على المجر كوجهة أولى، حيث حصل على قبول جامعي وبدأ في دراسة الطب.

بالرغم من تفوقه الدراسي وحصوله على منحة جزئية تغطي تكاليفه في المجر، فإن فادي لا يرى في هذا البلد مستقبله المهني، حيث يطمح للعمل في دولة أوروبية غربية حيث الرواتب أعلى وظروف العمل أفضل.

المجر: فرصة سهلة ومرحلة أولى

بالنسبة للعديد من المهاجرين، مثل لين الطالبة الفلسطينية التي تدرس الماجستير في العلاقات الدولية، كانت المجر خطوة أولى نحو حلم أوروبي أكبر. القبول الدراسي في المجر كان سهلًا نسبيًا، مما جعلها الخيار الأنسب لتحقيق طموحاتها. ولكن المجر كانت بالنسبة لها مجرد بداية، حيث تطمح لين للوصول إلى منصة دولية تتيح لها الدفاع عن قضايا وطنها على نطاق أوسع.

في المقابل، لم تكن المجر الخيار النهائي لنور، الطالبة السورية التي اختبرت الحياة هناك، لتكتشف أن البلاد لا توفر لها مستقبلًا مستقرًا بسبب تحديات اللغة وصعوبة الحصول على الجنسية. انتقلت نور إلى هولندا، حيث وجدت فرصًا أفضل في العمل والدراسة، بعيدًا عن العراقيل التي واجهتها في المجر.

الواقع المعقد في المجر: من العنصرية إلى التشريعات الصارمة

غسان، الشاب التونسي، عاد إلى المجر بعد إنهاء دراسته، معتقدًا أنها ستكون مكانًا جيدًا للاستثمار وبناء حياة جديدة. لكن تجربته مع العنصرية والتعقيدات الإدارية جعلته يفكر جديًا في مغادرتها إلى فرنسا أو ألمانيا، بحثًا عن بيئة أكثر تقبلًا واستقرارًا.

أما سوزان وزوجها حسام، فقد اختارا المجر في البداية لدراستهما، لكن مع انتهاء مدة إقامتهما الدراسية، وجدا أن البقاء في المجر غير ممكن إلا بطرق غير شرعية. لذلك قررا الانتقال إلى ألمانيا حيث تمكنا من بناء حياة مستقرة، وهو أمر لم يكن ليحدث لو بقيا في المجر.

لماذا يغادر المهاجرون المجر؟

منذ عام 2015، أصبحت المجر بيئة غير مرحبة بالمهاجرين، بفضل السياسات المعادية للهجرة التي تبناها رئيس الوزراء فيكتور أوربان. هذه السياسات جعلت من الصعب على المهاجرين البقاء في البلاد بشكل قانوني، بالإضافة إلى تحديات اللغة والعنصرية. هذه العوامل دفعت الكثير من المهاجرين إلى البحث عن فرص أفضل في دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وهولندا، حيث يتمتعون بفرص أكبر للحصول على إقامة ووظائف.

الوجهات المفضلة للمهاجرين بعد مغادرة المجر

تعتبر ألمانيا وهولندا من الوجهات الأكثر تفضيلًا للمهاجرين الذين يغادرون المجر. فالدولتان توفران فرصًا أكبر للحصول على إقامة والعمل، بالإضافة إلى بيئة أكثر دعمًا واستقرارًا. أما بالنسبة لفادي، فهو يخطط للانتقال إلى بريطانيا بعد إنهاء دراسته في المجر، حيث يرى أن فرصه في العمل كطبيب هناك أفضل بكثير.

نور، التي وجدت في هولندا ملاذًا آمنًا بعد أن رفضتها المجر، تتابع الآن دراستها للغة الهولندية وتعمل على بناء حياة جديدة بعيدًا عن الصراعات والقيود التي واجهتها في المجر.

وغسان، الذي يفكر الآن في الانتقال إلى فرنسا، يرى أن إتقانه للغة الفرنسية سيساعده في بدء حياة جديدة، بعيدًا عن العنصرية والبيروقراطية التي واجهها في المجر.

بالنسبة لكثير من المهاجرين، كانت المجر مجرد خطوة أولى نحو مستقبل أفضل في دول أوروبية أخرى، حيث يجدون الفرص التي لم تكن متاحة لهم في المجر.

.اقرأ أيضاً:

تحذير خطير..آلاف السائقين في فرنسا يقودون بدون تأمين والخسائر تتصاعد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!